من الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح

من الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح

رأس الرجاء الصالح

كانت حركة الكشوف الجغرافية واحدةً من نتائج النهضة الأوروبيّة بعد أن تخلّصت أوروبا من سيطرة رجال الدين على الحياة العامّة، وتحرروا من أفكار البابَوات التي خرجت عن الإطار الدينيّ إلى إطار المصالح الشخصية، وانتشار الفساد والرشاوي بين الكنائس، وخلال هذه الفترة ظهر بعض رجال الدين المسيحيّ الذين طالبوا بإصلاح الكنيسة، كما ظهر الفلاسفة والعلماء الذين دعوا إلى التحرر من سيطرة رجال الدين، وظهرت الكثير من المؤلفات التي تدعو للحرية الشخصية.

من وسط هذا الوضع انطلقت رحلات بحرية تبحث عن الثروة، وعن طرقٍ تجاريةٍ تصل بين دول أوروبا وبلاد الهند وأفريقيا، فكان العرب المسلمون يسيطرون على الطرق التجارية في آسيا وشمال أفريقيا، وكان هناك عاملٌ آخر شجّع على حركة الكشوف الجغرافية، وهو الرغبة بنشر الديانة المسيحيّة خارج أوروبا.

الكشوف البرتغالية

تُعتبر دولة البرتغال من أوائل الدول الأوروبية التي بدأت بحركة الكشوف الجغرافيّة، ويرجع ذلك إلى عدّة عوامل، منها: خبرة الشعب البرتغاليّ بالبحر والتجارة البحرية بسبب موقعها الجغرافيّ، بالإضافة إلى تقدّم علوم البحر بشكلٍ كبيرٍ، واختراع البوصلة، وكانت لدى ملك البرتغال رغبة كبيرة في إيجاد طريقٍ تصل إلى الهند لا تمرُّ بالبلاد العربيّة، بسبب كثرة الضرائب التي كانوا يدفعونها لهم، وكان من أبرز المُكتشفين:

  • هنري الملّاح: قاد هنري الملاح حملةً من الحملات الصليبيّة في عام 1414م، تمكّن فيها من احتلال مدينة سبته، فأقام فيها، وبدأت حركاته التوسعيّة تنطلق من هذه المدينة، فوصل إلى خليج غانا، وكان يهدف إلى نشر الديانة المسيحية، بالإضافة إلى توسيع تجارته.
  • بارثليمور دياز: تحرّك هذا البحار لنفس الأهداف، وهي البحث عن طريقٍ تصل أوروبا بأرض الهند دون المرور بالوطن العربيّ، فاتخذ السواحل الغربيّة لأفريقيا طريقاً له، فوصل إلى مصبّ نهر السنغال، واستمرت رحلته حتى وصل إلى منطقةٍ تُسمّى رأس العواصف التي تقع في أقصى الجنوب من قارّة أفريقيا، وكان ذلك في عام 1487م، وأُطلق على هذا الطريق فيما بعد اسم رأس الرجاء الصالح، لذلك يعتبر دياز البرتغاليّ الأصل هو مُكتشف رأس الرجاء الصالح على الرغم من عدم تمكنه من إكمال رحلته بسبب تمرُّد بحارته، فعاد إلى بلاده.
  • فاسكو ديجاما: تتبّع هذا المُستكشف طريق دياز بالاتجاه نحو الهند، فتمكّن من الوصول لخليج سانت هيلالانا بعد وصوله إلى رأس الرجاء الصالح، وواصل السير شمالاً حتى وصل إلى سواحل الهند الغربيّة، فعاد إلى بلاده وسفن الحملة مُحمّلةً بالبهارات والتوابل والحاصلات الأخرى.
على الرغم من صغر مساحة البرتغال، وقلة عدد سكانها إلا أنّها استطاعت أن تكتشف مناطقَ لم تكن معروفةً، واستوطنت بهذه الأراضي مشكّلةً إمبراطوريةً واسعةً.

المقالات المتعلقة بمن الذي اكتشف رأس الرجاء الصالح