مما يتكون جسم الإنسان

جسم الإنسان هو واحدٌ من المعجزات التي ما زال الإنسان يقف عاجزاً عن اكتشاف كلّ ما فيه من تفاصيل، فما زال موضعاً للدراسة والبحث لما فيه من أعاجيب، فجسم الإنسان يتكون من العديد من الأعضاء التي تتكامل مع بعضها البعض ليقوم بوظائفه المختلفة بصورة صحيحة.

إن أردنا التفكير في تكوين جسم الإنسان بصورةٍ أدق، فبإمكاننا النظر إلى هذا الجانب بمنظوراتٍ مختلفة، فيمكننا النظر إلى تركيب جسم الإنسان من حيث أعضائه وأجهزته، ويمكننا تحليل جسم الإنسان من الخلايا المكونة لهذه الأعضاء، ويمكننا أيضاً التفكير في تكوين جسم الإنسان من حيث المواد الداخلة في تركيبه.

يتكون جسم الإنسان كما ذكرنا من عددٍ من الأجهزة التي تتكامل مع بعضها لتكوينه بصورته التي نعرفها، وتتكون هذه الأجهزة من عددٍ من الأعضاء أيضاً، والتي تقوم كلٌّ منها بوظيفةٍ معينةٍ أو عددٍ من الوظائف المختلفة، ومن أجهزة الجسم الجهاز الهضمي وهو المسؤول عن هضم الطعام لكي يتسنى لخلايا الجسم الحصول على المواد الغذائية منه.

كما يتكون من الجهاز التنفسي والذي يحصل من خلاله الجسم على الأكسجين، والجهاز العضلي المسؤول عن حركة الجسم، والعصبي المسؤول عن تناقل المعلومات في الجسم، والهيكل العظمي وهو الجزء المسؤول عن دعم الجسم وحمايته، بالإضافة إلى أجهزة الجسم الأخرى التي لا تقل أهميةً في دورها عن الأجهزة التي ذكرناها.

تتكون هذه الأجهزة كما ذكرنا من أعضاء والتي تتكون بدورها من الخلايا، والخلية هي الوحدة الأساسية في الكائنات الحية، فينشأ جسم الإنسان في الأساس من تقاسم الخلية المخصبة في رحم الأم، ثم تنشأ عنها عددٌ من الخلايا المختلفة والمتنوعة والتي تختص فيما بعد بحسب الوظيفة التي ستقوم بها في الجهاز أو العضو الموجودة فيه، فتنشأ الخلايا العضلية والعظمية والعصبية وغيرها.

يمكننا النظر إلى تكوين جسم الإنسان من منظورٍ آخر وهو التركيب الكيميائي للجسم، أي نسبة العناصر الداخلة في تكوينه، وهي نسبة العناصر في الجسم سواءً من حيث كتلتها في تكوين الجسم أو عدد الذرات المكونة منه، فكما نعلم أنّ الذرات هي الوحدات الأساسية في الكون والتي تتكون منها الكائنات الحية وغيرها.

يتكون جسم الإنسان في معظمه من الماء، إذ تبلغ نسبة المياه في الذكر البالغ ما يزيد عن النصف، ويتكون الماء كما نعلم من ذرتين من الهيدروجين وذرةٍ من الأكسجين، ويختلف وزن الأكسجين عن الهيدروجين بشكلٍ كبير، فإن نظرنا إلى ذرات الجسم من حيث الكتلة، فسنجد أنّ ما يقارب ثلثي كتلة الجسم هي من الأكسجين، ومن الكربون ما يقارب الخمس، ومن الهيدروجين العشر تقريباً، ثم النيتروجين والكالسيوم والفسفور بحيث تشكل هذه العناصر الثلاثة ما يقارب 99% من كتلة الجسم.

كما يعتبر كل من البوتاسيوم، والصوديوم، والكلور، والمغنيسيوم، والكبريت من العناصر المهمة لحياة الإنسان، والتي تشكل معظم ما تبقى من كتلة الجسم، وأمّا إن تفحصنا جسم الإنسان من حيث عدد الذرات فستكون أغلب ذرات جسم الإنسان هي الهيدروجين بما يقارب الثلثين.