التربة الزراعية تعتبرُ التربة الأساسَ في العمليّة الزراعية، حيث يتمّ اختيار تربة خاصّة للزراعة، ويُحدَّدُ نوعُها بناءً على مستوى خصوبتِها وجودة المياه فيها، وبالتالي تقدير مدى صلاحيّتها.
التربة الزراعيّة هي عبارة عن طبقة سطحيّة من الأرض، تتكوّنُ نتيجةً لتفتّت الصخور إلى حبيبات، بفعل العوامل الجويّة المختلفة، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الأمطار، ثمّ اختلاط حبيبات الصخور مع الموادّ العضويّة المتحلّلة بفعل البكتيريا، وبالتالي تكون مزيجاً من طبقة سطحيّة من التربة مناسبة لنموّ جذور النباتات، وتختلفُ الأراضي الزراعيّة عن بعضِها البعض؛ نتيجةً لاختلاف طبيعة الصخور المتفتّتة، سواء كانت صخوراً رمليّة، أو كلسيّة، أو بركانيّة، أو جبسيّة.
أنواع التربة الزراعية - تربة محليّة: تحدثُ نتيجةً لتفتّتِ نوع أو أكثر من الصخور.
- تربة منقولة: تحدث نتيجةً لترسّب الحبيبات التي تنقلُها مياه الأمطار من مكانٍ إلى آخر.
مكونات التربية الزراعية تتكوّنُ التربة الزراعيّة من خمسةِ مكوّنات رئيسيّة وهي: الموادّ العضوية، والحبيبات المعدنيّة، وهواء التربة، وماء التربة، والكائنات الحيّة؛
- المواد العضويّة: تتكوّنُ المواد العضوية نتيجةُ لتحلّل الكائنات أو جذور وبقايا النباتات بفعل الكائنات الحيّة الدقيقة، حيث يصبح لونها داكناً، ويطلق عليها اسم الدبال، وهو العنصر الأساسيّ المسؤول عن تماسك الحبيبات الناعمة في التربة، والذي يعطي للتربة البناء المعروف، وتتكوّنُ التربة من كميّة ضئيلة من المواد العضويّة، وبشكل خاصّ في المناطق الجافّة، إلّا أنّ لها تأثيراً كبيراً في خواصّ التربة، ومراحل نموّ النباتات الزراعيّة، حيث تعتبرُ المخزن الرئيسيّ لإمداد التربة الزراعيّة بعناصر الفوسفور، والكبريت، والنيتروجين.
- الحبيبات المعدنيّة: يُحدّدُ البناء الطبيعيّ للتربة بناءً على حجم الحبيبات، فعلى سبيل المثال لو كانت الحبيبات ناعمة الملمس وصغيرة الحجم، يطلق على التربة بأنّها تربة طينيّة، بينما إن كان حجم حبيباتها متوسّطاً، ونسبة خشونة الحبوب مساويةً لنسبة نعومتها، يطلق عليها بالتربة الرمليّة، كما تُحدّدُ مدى صلاحيّتِها للزراعة بناءً على عواملَ أخرى، مثل مدى قوّة حفظ الحبيْبات للماء، أي قدرتها على استيعاب الماء، وسرعتها في تهوية التربة، وتماسكها.
- هواء التربة: وهو الجزء الغازيّ من مكوّنات التربة، ويتواجدُ بين المسافات البينيّة بشكل حرّ، كما يوجد ذائباً في الماء، ويعتبرُ هواء التربة جزءاً من الهواء الجويّ، إلا أنّه يحتوي على نسبةٍ كبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو مشبع ببخار الماء، كما يحتوي على كميّات قليلة من الأكسجين والنيتروجين.
- ماء التربة: يطلق عليه محلول التربة، وهو عبارة عن محلول مائيّ مكوّن من الأملاح والغازات الذائبة، ويعتمدُ تركيزه في التربة على تركيب التربة المعدنيّ، ورطوبة التربة، وموعد الموسم الزراعيّ، حيثُ يزدادُ ماء التربة في فصل الصيف، بينما يقلّ تركيزه نوعاُ ما في فصل الشتاء، حيث تمتلئ المسافات البينيّة للتربة بالماء، وبالتالي عدم قدرة الحبيبات المعدنيّة على استيعاب الماء، ممّا يدفعُها للاحتفاظ به على شكل أغلفة حولَها، وبعد مرور فترة زمنيّة، حوالي يوميْن أو ثلاثة، تصلُ التربة إلى حالة الاتزان، عندما تتساوى قدرة الحبيبات المعدنيّة على حفظ الماء، مع قوّة الجاذبيّة الأرضيّة، وبالتالي يتوقّفُ نزول الماء إلى الأسفل، وتصبحُ التربة مناسبة لنموّ النباتات.
- الكائنات الحيّة: تحتوي التربة الزراعيّة على عدّة أنواع من الكائنات الحيّة، من أبرزها البكتيريا، والفطريّات، والطحالب، والديدان، والحشرات، والحيوانات الأرضيّة، حيث تلعبُ هذه الكائنات الحيّة دوراً كبيراً في التغيّرات الدائمة للتربة.