الأصل لغةً: الأساس أو الجذر للشيء، وجمعه أصول، ويُقال رجلٌ أصيل: أي ثابت الرأي، عاقل، أما أصول النحو فتعرف اصطلاحاً بأنّها مجموعةٌ من أدلّة النحو الشامل للفروع والفصول، كما هو الحال بأصول الفقه؛ إذ يشمل أدلّة الفقه بمختلف مكوناتها بجملته وتفصيله.
يُمكننا الإشارة إلى مفهوم علم أصول النحو بأنّه ذلك العلم المختّص بدراسة أدلّة النحو الإجماليّة والبحث العميق فيها من حيث الأدلة، والكيفيّة التي يتم الاستدلال بها، والحال المستدل بها، وهو أحد علوم اللغة العربيّة، كما أنّه كلّ ما يضبط الأمثلة الجزئيّة من قواعد كليّة وأدلّة إجماليّة، ويرتبط ذلك البحث ارتباطاً وثيقاً بالأدلّة الإجماليّة وكل ما يتعلّق بها من الكيف وحال المستدل بها.
فإن النحو هو أحد العلوم التي تبحث وتدرس أصول تكوين الجملة، وتركّز على قواعد الإعراب، ويسعى علم النحو إلى وضع أساليب محدّدة لتكوين الجمل وكل ما يتعلق بالكلمات من مواضع ووظيفة وخصائص، وبالإضافة إلى منح الكلمة موضعاً أو حركة وفقاً لمكانها في الجملة، كما جاء علم النحو بعدد من الخصائص النحويّة؛ كالابتداء، والفاعليّة، والمفعوليّة، والأحكام النحويّة كالتأخير والإعراب وغيرها، يشار إلى أنّ للنّحو ثلاثة أصول، وهي:
جاءت نشأة علم النحو العربي على هامش دخول الناس أفواجاً من غير العرب في الدين الإسلامي بعد اتّساع رقعته، فتزامن مع ذلك بدء انتشار اللغة العربية كلغة رسميّة للإسلام بين الشعوب غير العربيّة ما أدى إلى دخول اللحن على اللغة.
توافد علماء اللغة العربية في ذلك الوقت إلى انقاذ اللغة العربية من الضياع والشّتات، فعمدوا إلى تأصيل قواعد اللغة العربية للوقوف في وجه ما دخل على اللغة من لحن ومن أبرز نحاة العرب عبد الله بن أبي إسحاق، وأبو الأسود الدُّؤَليّ، والفراهيديّ، وسيبويه.
المدارس النحويةالمقالات المتعلقة بمفهوم علم أصول النحو