يطلقُ مسمّى الشعر الأندلسي على ذلك الفنّ الشعري المنبثق عن الحضارة الأندلسيّة، وينفردُ بمجموعةٍ من الخصائصِ، لا سيّما الفنون الشعريّة المتنّعة لاتي نظمَ فيه الشعراء، كالوصف والرثاء والاستنجاد برسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى الشعر الفلسفيّ.
يعتبرُ الوضوحُ والبساطة من أكثرِ ما تميّزَ به الشعر الأندلسي، والتلميح إلى الأحداث والوقائع التاريخيّة وخاصة المتعلّقة بأمر رثاء الممالك المندثرة، أمّا فيما يتعلق بتراكيب الأبيات الشعرية الأندلسية فتمتازُ ألفاظها بالوضوح والسهولة ورقّة الأسلوب، والاهتمام بالصنعة اللفظيّة، ومن المتعارفِ عليه فقد التزمَ الشعرُ الأندلسي كل الالتزام بوحدة الأوزان والقوافي في بداية ظهوره، ومع مرور الوقت بدأ الأندلسيّون بابتداع كلّ ما هو جديد من الأوزان، خاصّة بعد انتشار الغناء في المجالس، ويعتبر كلٌّ من ابن برد، وابن سهل الأندلسي من أشهر شعراء الشعر الأندلسيّ.
يُشارُ إلى أنّ الشعرَ الأندلسيّ بقي في بداية الأمر محافظاً على اقتفاء آثار الشرق مع النسج على المنوال نفسِه؛ نظراً لما يتحلّى به من مكانةٍ مرموقة في قلب الأندلسيّين كونَها مهبطاً للوحي، وموطناً للحضارة، ومهد الفكر العربي، ويعتبر ما تقدم تفسيراً لما أقدم عليه كبار الشعراء الأندلسيين من استشراف والاقتداء بزملائهم المشارقة.
مّميزات الشعر الأندلسيتأثّر الشعرُ الأندلسيّ بشكل كبير بالشعر العباسي والإسلامي بشكل خاص من بين شعراء المشرق، وظهر ذلك بتشابه الخصائص بين شعراء الأندلس والمشرق العربي ويعود السبب في ذلك إلى انتشار التقليد في غالبية الأمر، وقد بلغ الأمرُ حملَ شعراء الأندلس لألقاب شعراء المشرق. وتميّز الشعر الأندلسيّ بارتباطه بالواقع والتعبير عن ذاتيّة صاحبِه، ويُعزى ذلك إلى تأثير البيئة الأندلسيّة على الشعر.
نشأة الشعر الأندلسيبدأ ظهورُ الشعر الأندلسيّ في ظل ظروفٍ متباينة عن تلك التي في الشرق، حيث كانت الظروف ذات العلاقة الأول بظهورِه، فكان لطبيعة البلاد وتنوّعها دورٌ هام، كما ساهم التكوينُ الثقافيّ للسكان في نشأته أيضاً.
تأثر ظهورُ الشعر الأندلسيّ ونشأته بما سادَ في المجتمع الأندلسيّ من سماحة، وتعايش بين سكانه، ومن أبرز الأعلام الذين لمع نجمُهم في ميادين الأدب والثقافة: ابن المعزّ الإشبيليّ.
المقالات المتعلقة بمفهوم الشعر الأندلسي