هو الجمال الداخلي في النفس البشريّة، يظهر في تصرّفات الإنسان في تعامله مع الآخرين، وهو يعلو في الأهميّة من الجمال الخارجي الذي يمكن أن يُعرف بسهولة من الشكل الخارجي العام مثل : حسن المظهر، وحسن الملبس .
يمكن لأيٍّ كان أن يملك جماله الخاص به والذي يختاره بملء إرادته، ويعود هذا القرار إلى طبيعة شخصيته، فكلّ شخصيّة تختلف عن غيرها بسمات كثيرة، فمنهم من عنده حب الظهور والتباهي وإن كان هذا على حساب غيره، ومنهم من يكون ذا نَفْسٍ طيبةٍ خلوقة، يهتم بالمشاعر وإسعاد الآخرين.
لا يمكن للمَرايا ولا النّظر أن يكشف الجمال الداخلي، لأن مكانَه في القلب، ولا يوجد شخص يخلو منه، وهو ما يُعبّر عنه بالقرآن الكريم "بالفِطرة السليمة " التي وضعها الله تعالى في الإنسان منذ نعومة أظافره حتى مَشيب رأسه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يُهوّدانه ويُنصّرانه ويمجّسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء) [رواه مسلم]
تُعذّبُ الفطرة السليمة من يَسلك طريقاً مخالفاً لها؛ فهي يُمكن أن تجعلَ من حياةِ الفرد جحيماً وضنكاً؛ فالجمال الداخلي هو الّذي يَضع في حياة الفرد الجمال، والهناء، والشعور بالرّضا الذي يكمِن في السير في الطريق الصواب الذي يجب علينا كلّنا أن نسعى إليه لأنّه المَعنى الحَقيقي للحياة.
صفات الجمال الباطنالمقالات المتعلقة بمفهوم الجمال الباطن