رب العالمين في القرآن الكريم رب العالمين بفتح اللام هي جملة يرددها المسلمون يومياً أثناء أوقات الصلاة، لأنّهم يذكرونها خلال تلاوتهم لسورة الفاتحة في قوله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الفاتحة: 2]، والمقصود بكلمة رب هو الله تعالى، أما كلمة العالمين فذُكرت في القرآن الكريم 61 مرة، وجاءت في الآيات الكريمة عامة المعنى لا يمكن تحديد مدلولها، وفي آيات أخرى جاءت مخصصة بالمعنى، وقد اجتهد الكثير من العلماء في تفسير كلمة العالمين، ومن الآيات الكريمة التي ذُكرت بها كلمة العالمين قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1]، وغيرها من الآيات الكريمة الأخرى، فما المقصود بكلمة العالمين في آيات القرآن الكريم؟
معنى رب العالمين - تعدّ كلمة العالمين (العالَمون) في اللغة العربية هي من المفردات الملحقة بجمع المذكر السالم؛ لأنّها انتهت بواو ونون، ومفردها عالم وتخص العاقل وغير العاقل.
- فسر تفسير الجلالين فسر رب العالمين بأنّها مالك جميع الخلق من الإنس، والجن، والملائكة، والدواب، وغيرهم، وكلّ هذه المخلوقات هي عالم حيث يُقال عالم الإنس، وعالم الجن، وعالم الحيوان وغيره.
- فُسرت معنى كلمة العالمين بشكل واضح في الآية الكريمة التي سأل فيها فرعون موسى عليه السلام عن رب العالمين في قوله تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 23]، أي تساءل فرعون رب العالمين من هو فأجابه موسى عليه السلام هو الذي يملك السماوات وما فيها: (قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ) [الدخان: 7]، ويملك الأرض وما فيها فهذا يخص جميع مخلوقات الله تعالى في السماء والأرض.
اجتهادات العلماء في تفسير رب العالمين - العالمين في قوله تعالى عن السيدة مريم: فسرها العلماء أنّ العالمين تخص المجتمعات البشريّة، أي اختار السيدة مريم عليها السلام على كافة نساء البشر.
- العالمين في قوله تعالى عن مكة المكرمة: فسرها البعض من العلماء أنّه البيت الذي وُضع للناس الوافدين من كلّ المجتمعات والأمم وهداية لهم، وليس بيت هداية للدواب والسماوات والأرض كما يرى البعض الآخر من العلماء.
- العالمين فيما فسرها البعض: أنّها للعاقل لأنّها ارتبطت بإحدى الألفاظ التي تدل على العاقل، حيث قال الله تعالى: (وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]، فكلمة أحد تُستعمل مع العاقل والله يؤتي الملك للناس، إذ إنّ هنا خص الله تعالى بني إسرائيل بالملك من دون سائر البشر وليس للملائكة أو الجن، ومع اجتهادات العلماء هذه أجمعت أنّ العالَمين هي تخص عالم البشر فقط، لكن تبقى هذه اجتهادات أفراد.