هو أحد الأعضاء المهمة والعجيبة في جسم الإنسان، فالقلب هو المحرّك الأساسي لجسم الإنسان، إذ إنّه المسؤول عن ضخ الدّم المحمّل بالأكسجين والمواد الغذائية والهرمونات وغيرها ممّا تحتاجه جميع خلايا الجسم إلى جميع أنحائه عبر شبكةٍ من الأوعية الدموية يبلغ طولها حوالي مائة ألف كيلومتر، فينبض القلب لدى الإنسان البالغ ما يقارب أيضاً مائة ألف نبضةٍ في اليوم الواحد أي ما يعادل أربعين مليون نبضةً خلال السنة الواحدة إن قمنا بحسابها في حالة الراحة، وبالتأكيد فإنّ القلب يقوم بهذه العملية بشكلٍ لا إراديٍّ وبصورةٍ منتظمةٍ من دون التوقف طيلة حياة الإنسان حتى أثناء النوم، فيبدأ القلب بالعمل في خلال مراحل تكون الجنين ولا يتوقف عن العمل إلّا عند الموت.
مراحل تطور القلبلا يتكون قلب الإنسان بصورته النهائية الموجودة حالياً؛ إذ إنّ القلب يتطوّر كباقي الأعضاء لدى الجنين والذي يحصل على الأكسجين والغذاء من أمّه، ولهذا يكون عمل القلب وتطوره والدورة الدموية بشكلٍ عامٍ لدى الجنين معقدةً أكثر منها لدى الإنسان البالغ، ففي البداية يبدأ قلب الإنسان بالتشكل على شكل أنبوب، وهو ما يمكننا تثيله بقلب السمكة، وبعدها يبدأ القلب بالنمو، ولكن نتيجةً لضيق المساحة فإنّ القلب بالالتواء ليصبح بحجرتين ويبدأ بأخذ شكل قلب الإنسان، وبعدها تأخذ حجرةٌ أخرى كبيرةٌ بالنمو ليصبح من ثلاث حجرات، وفي المراحل الأخيرة تنقسم هذه الحجرة إلى حجرتين ليصبح كقلب الإنسان الكامل المكوّن من أربع حجرات وهما البطينان والأذينان، وليستقر في صدر الإنسان بإزاحة قليلةٍ إلى اليسار وبحجم قبضة صاحبه تقريباً.
كيفية نبض القلبيعمل القلب عن طريق التقلص والتمدد بشكلٍ مستمرٍ ممّا يتيح للدم الدخول إليه ويدفعه إلى الخارج، وينبض القلب نتيجةً لإشارات كهربائيةٍ تمرّ خلاله بشكلٍ منتظم وتجبره على الانقباض والانبساط بشكلٍ مستمر، فتخرج في البداية الإشارة المحفزة لنبض القلب من العقدة الجيبية الأذينية، وهي مجموعةٌ من الخلايا الموجودة على جدار الأذين الأيمن، فتمرّ هذه الإشارة في البداية عبر الأذينين فتجبرهما على التقلص وضخ الدم الذي تجمع فيهما عبر الصمامات الأذينية البطينية إلى البطينين.
وتوجد بين الأذينين والبطينين عقدةٌ أخرى وهي العقدة الأذينية البطينية، والتي تقوم بتوصيل الإشارة الكهربائية من الأذينين إلى البطينين مع إحداث تأخير متعمّد في الإشارة الكهربائية من أجل السماح للأذينين بالانقباض وللصمامات الأذينية البطينية بالإغلاق بشكلٍ محكم قبل انقباض البطينين، وكما تعمل هذه العقدة كبديل ثانوي للعقدة الجيبية الأذينية في حال فشلها لتوليد الإشارة الكهربائية المنظمة للقلب بصورة أبطأ.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن قلب الإنسان