شَرَعَ الله تعالى العِبادات على المُسلمين، وشرَع لهم الاحتِفال والفرَح في عيدين أقرَّهُما وهما: عيد الفِطر، وعيد الأضحى، وهما العيدين الوحيدين في الدِّين الإسلامي.
يُصادِفُ عيد الفطر الأوَّل من شهرِ شوّال بعد انتهاء شهرِ رَمضان المُبارك، ويصادِف عيد الأضحى العاشِر من شهرِ ذي الحِّجة؛ حيث إنّه هو اليوم الذي أراد فيه سيّدنا إبراهِيم - عليه السّلام - ذَبحَ ابنه سيّدنا إسماعِيل - عليه السّلام - تنفيذاً لأمرِ الله تعالى، بحَسب الرُّؤيا التي شاهدَها في منامِه، ولكن الله تعالى افتداه بكبشٍ، وأرسل جبريل - عليه السّلام - ومعه كبشٌ كبيرٌ في اللَّحظة التي وَضَع سيّدنا إبراهيم - عليه السّلام - السِّكين على رقبة سيدنا إسماعيل - عليه السّلام -، وفي هذا دعوة إلى طاعة الابن لأبيه؛ حيث إنّ إسماعيل - عليه السّلام - لم يتوانَ عن تنفيذِ أمرِ الله ِتعالى لأبيه - سيدنا ابراهيم - الذي بدورِه أيضاً لم يَعصي الله على الرَّغم من صُعوبَة الأمر.
عيد الأضحىيأتي عيد الأضحى بعد يوم عرفة، الذي يُعَّد أفضل الأيّام عند الله تعالى، ويُصادِف يوم عرفة التّاسعِ من ذي الحجة، ويقومُ الحجاج لِبيت الله الحرام بالصّعودِ إلى جبل عرَفة والدُّعاء، ومناجاة الله تعالى؛ فقد وعَدهم الله عزَّ وجل بِغفرانِ كلِّ ذنوبِهم، كما أنَّ الله تعالى أراد الخير أنَّ يَعمَّ جميع المسلمين؛ فشرَع لِغير الحجاج بصومِ يوم عرفة، والإكثار من الدُّعاء؛ فقد وعدهم الله بأنْ يَغفر لهم سَنةً قبل وسنةً بعد.
يُستحَّب للمسلمين في يوم العيد الاستيقاظ باكراً، وعدم تناول الطَّعام قبل الذَّهاب إلى المسجد، وأنْ يُحاوِل المُسلم اختيار الطَّريق الأقصر ليذهبَ ماشياً، وأنْ يَستمر بالتَّكبير حتى يَصل إلى المسجد ويأتي الإمام، ويُستحَب أيضاً أنْ يَفرح المسلم بهذا العيد، ويَلبس الملابِس الجديدة والنظيفة، وأنْ يَتَطيّب، ويُهنىء جَميع النَّاس بالعيد، ويصل الرَّحم، ويَزورَ الأقارِب والأصدقاء.
كما يُستحَّب في يوم العيد ذَبحُ الأضاحي تَقَرُّباً إلى الله تعالى؛ لينال المُضَحّي الكثيرَ من الأجر؛ إذ إنّه يأخذُ بكلِّ شعرةٍ من الأضحية حسنة، ويجب أنْ تكون الأضحية خاليةً من العُيوب، وأنْ تكون نيَّة المُضَحّي خالصةً لله تعالى، بَعيداً عن الرِّياء والسُّمعة ونظرةِ الناس، قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يومُ النَّحر، ثمَّ يوم القر"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما عمل ابن آدم من عمل يوم النَّحر أحبَّ إلى الله من إهراق الدم، وإنَّه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإنَّ الدَّم لَيقع من الله بمكان، قبل أنْ يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسًاً"
لا بد أنّ يتذكَّر المسلم أنَّ العيد ليس فُرصةً لعصيانِ الله تعالى، وإنما هي طاعةٌ من ضمن الطّاعاتِ التي يَجب عليه إتمامها، وعليه أنْ يزور الفقراء والمساكين، ويعطِف عليهم ويفرحهم بالعيد، ويُسامِح، ويعفو عن النّاس؛ لأنّها فرصةٌ حسنةٌ للصَّفح، والعفوِ، والزيارة.
المقالات المتعلقة بمعلومات عن عيد الأضحى