النّمر العربيّ (باللاتينيّة: Panthera pardus nimr) حيوانٌ مُتوسّط الحجم ينتمي إلى عائلة السنوريَّات،[١] يعيش في مناطقَ مُختلفةٍ من الصّحراء العربيَّة الكُبرى وجنوب آسيا، وهي حيواناتٌ رشيقةٌ بارعةٌ في الصيد. هناك سبعةُ أنواعٍ من النّمور تعيش في العالم تختلفُ في أحجامها، ومظهرها، وموقعها الجُغرافي. النّمر العربيّ واحد من الحيوانات المُهدّدة بالانقراض بسبب صيدها الجائر لبيع فرائها؛ إذ بلغ عددها فقط مئتي نمر حاليّاً، وقد تقلّصت مناطق تواجده الجغرافيّة بدرجة كبيرة جدّاً؛ فبعد أن كان يعيش في معظم الأقاليم الجبليّة من الجزيرة العربية وبلاد الشّام ومصر، أصبح هذا الحيوان مُنقرضاً نهائيّاً في دولتَي الأردن ومصر، ومُهدّداً بالانقراض بشدّة في الدّول الأخرى.[٢]
رغم وجود خمس عشرة سلالة تُصنّف ضمنَ عائلة النّمور، فإنّ سُلالة النّمر العربيّ تُعتبر أصغرها جميعاً من حيث الحجم؛ إذ يبلغُ مُتوسّط وزنه حوالي ثلاثينَ كيلوغراماً، وطوله يُعادل ما يُقارب مائة وثلاثين سنتيمتراً، وهو يرتبط بشكلٍ كبيرٍ بعائلة النّمور الإفريقيَّة من النّاحية الجينيّة والتصنيفيّة. ورغم ذلك، فضمنَ مجموعات وأنواع السنوريّات التي تعيش في شبه الجزيرة العربيّة يُعتبر النّمر العربيّ أكبرها حجماً وأقواها من حيث البناء الجسديّ والعضليّ، ويمتازُ بأنّ لجلده لوناً باهتاً مُقارنةً بباقي أنواع النّمور؛ إذ يُساعده هذا اللّون على الاندماج بصورة أفضل مع الطّبيعة الصحراويّة في موطنه الطبيعيّ.[١]
تاريخ النّمر العربيكانت أربع سلالات من النّمور تعيش في أراضي شبه الجزيرة العربيّة بما مضى، لكن إحداها -وهي النمر السينائيّ- انقرضت نهائيّاً خلال القرن العشرين، بينما اثنان أُخريان، وهما النّمر الفارسيّ والأناضوليّ، لم يعد لهما وجود في المنطقة العربيّة، وأصبحت أماكن تواجدهما محصورةً بمناطق في الشّمال. أمّا النّمر العربيّ فهو آخر سلالة من النّمور لا زالت مُتواجدةً في شبه الجزيرة العربيّة، وذلك بالرّغم من أعداده الضّئيلة وخطر الانقراض الذي يترقَّبه. وليس من المعروف تماماً إلى أيّ درجة تقلَّصت أعداد النّمر العربي وأين يتواجد، لكن من المُرَجّح أنه اختفى من معظم الأماكن التي تواجد فيها سابقاً بما عدا استثناءات قليلة.[٣]
الوضع الحالي للنّمر العربيّمن المُحتمل أنّ النّمر العربيّ لا زال يعيش على امتداد رقعة جغرافيّة واسعة نسبيّاً من المملكة العربيّة السعوديّة، إلا أنّ هذه الرّقعة أصغرُ بكثيرٍ ممّا كان يعيش فيه سابقاً، حيث يعتقد الباحثون المُتخصّصون أنّ المساحة التي يعيش فيها هذا الحيوان في السعودية فقط تقلَّصت بنسبة 90% منذ القرن التّاسع عشر، ولا زالت تتقلص سنويّاً خلال آخر خمسة عشر عاماً بنسبة 10% كلّ عام. تُعزَى الأسباب الرئيسيّة وراء هبوط أعداد هذه الحيوانات في السعوديّة إلى تدمير بيئتها الطبيعيّة، واصطيادها على أيدي السُكّان المحليّين، وانتهاك موائلها ببناء المدن والطّرقات السّريعة داخلها.[٣]
لا تُعتبر برامج المُسوحات المُخصّصة لمراقبة وإحصاء أعداد هذه الحيوانات في السعوديّة فعالةً كثيراً؛ حيث لم يتمّ التقاط سوى عدد قليل من النّمور بآلات التّصوير والأجهزة المُختصّة بين سنتي 1998-2003، بينها ما هو مؤكّد أنّ ما تمّت مُشاهدته كان نمراً وما لم يتم تأكيده، ومع ذلك، يُقدّر عدد النّمور العربيّة المُتواجدة في المملكة على أساس نظريّ بحوالي 60 إلى 425 نمراً تتوزّع على مساحة قد تبلغ عشرين ألف كيلومتر مُربّع.[٣]
يُعتَقد أيضاً أنّ هذا الحيوان كان يعيش في جميع أرجاء جبال اليمن، لكنّه قد اختفى من مُعظمها، وهو يواجه أخطار صيده وقتله من قِبَل السُكّان، وتضاؤل كميّة الغذاء المُتوفّرة له، وتدهور بيئته، كما أنّ حالته في اليمن لم تخضع لأيّة دراسة علميّة منذ فترة طويلة. كان النّمر العربيّ يعيش في مُختلف الأقاليم الجبليّة من عُمان أيضاً، إلا أنّ وجوده الآن مَحدود بمنطقة جبال ظفار، ولكن حالته في هذه الدّولة تحظى بالكثير من الدّراسات والمُسوحات الآن. وقد بُذِلَت الجهود الأولى لإنقاذ النّمر العربيّ من الانقراض وإعادة إكثاره وإطلاقه في البريّة منذ سنة 1999، ومنذ التسعينيّات توجد برامج مُختصّة بإكثار أعداد هذا الحيوان في الشّارقة وعدّة مناطق أخرى.[٣]
معلومات عن النّمر العربيّالمقالات المتعلقة بمعلومات عن حيوان النمر العربي