الشّرك بالله يُعتبر الشّرك بالله تعالى من أعظم الذّنوب والمعاصي، فهو الذّنب الذي لا يَغفره الله لصاحبه مهما قدّم من الأعذار أو الحجج بينما يغفر الله ما دونه من الذّنوب، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ) [النساء:48]، فالله سبحانه وتعالى لم يخلق العباد إلاّ لعبادته، ولم يرتض لهم سوى دين التّوحيد، فهو جلّ في علاه خالق الكون كلّه، والمتّصف وحده بالأسماء الحسنى والصّفات التي تدلّ على قدرته في الخلق والتّدبير.
مظاهر الشّرك لا شكّ بأنّ للشّرك مظاهر كثيرة في حياة النّاس، ومن أبرز مظاهر الشّرك:
- الإشراك في عبادة الله تعالى، وهذا النّوع من الإشراك يعتبر كفراً بالله تعالى وجحوداً بحقّه على العباد، ويكون الشّرك في عبادة الله تعالى من خلال اتخاذ الأصنام التي تعبد من دون الله، كحالِ كفّار قريش في الجاهليّة عندما كانوا يسجدون للأصنام ويَتقرّبون إليها بالذّبائح والقُربات اعتقاداً منهم أنّها سوف تنفعهم أو تضرّهم، أو كحال بعض الأقوام الذين يعبدون النّار ويُقدّسونها كالمجوس.
- الإشراك بالله تعالى من خلال الاعتقاد بأنّ أحداً من النّاس يعلم الغيب سِوى الله، وهذا من مَظاهر الشّرك الأكبر التي تُدخل الإنسان في الكفر؛ فالله سبحانه وتعالى له صفاته التي لا ينبغي لأحدٍ من المخلوقات، ومن هذه الصّفات أنّه سُبحانَه علاّم الغيوب المطّلع على سرائر النّاس، والعالم بما كان وما هو كائن وما سوف يكون، ومن مَظاهر هذا الشّرك إتيان العرّافين المُدّعين لعِلم الغيب والإيمان بهم، فإنْ اعتقد الإنسان بذلك اعتقاداً جازماً دخل في الشّرك الأكبر.
- الإشراك بالله تعالى من خلال وضع التّمائم أو الأحجار وغير ذلك، فمن مظاهر الشّرك ما يتّخذه بعض النّاس من تمائم، وحجب، وأحجار يتقلّدونها أو يضعونها على أبواب بيوتهم لاعتقادهم أنّها سوف تدفع عنه الضّر أو تجلب لهم النّفع، فالمسلم يؤمن بأنَّ الله تعالى وحده هو من يملك الضّرّ والنّفع، وأنّه هو وحده الحافظ لعباده من شرور الإنس والجنّ.
- التوسّل بقبور الأنبياء والصّالحين؛ فهناك من الجماعات الضّالة من يتّخذ هذا الفعل عقيدةً له حيث تراه يشدّ الرّحال إلى قبور من يتوسّم فيهم الصّلاح ممّن وسدهم التراب فيسألهم حاجته، ويطلب منهم تفريج كربته.
- الشّرك الخفي: هذا الشّرك هو الرّياء؛ حيث يُحسِنُ الإنسان صلاته مثلاً إذا كان في حضرة النّاس حتّى يقال خاشع، أو كمن يُنفق ماله أمام النّاس رغبةً في مديحهم وإطرائهم وليس رغبةً في تحصيل الأجر والثّواب من الله تعالى.