مظاهر الجمال

مظاهر الجمال

الجمال

يُعدّ الجمال أحد أهمّ القيم الغريزيّة، وأكثرها استِحواذاً على اهتمام الإنسان؛ بوصفه سبباً رئيسيّاً لشعور الإنسان بالسّعادة؛ فبالجمال يَصير الإنسان قادراً على النّظر إلى الحياة، وإلى كافّة تفاصيلها المختلفة بمنظورٍ إيجابيّ مُفعم بالحيويّة، وبَعيدٍ عن السّودوايّة والأفكار المريضة والخبيثة. هذا وقد ارتبط الجمال بالتفاصيل كلّها في هذه الحياة، ومن هنا فقد كانت له العديد من المظاهر المهمّة، والتي نُسلّط الضوء عليها فيما يلي.

مظاهر الجمال المادّيّة

مِن أبرز مظاهر الجمال التي أودعها الله تعالى في مخلوقاته؛ مظاهر الجمال البشريّة، والتي تتمثّل في الخلق الجميل للإنسان؛ فالإنسان من أجمل المَخلوقات على الإطلاق، إذ يتجلّى الجَمال في كلّ جزء من أجزائه، وفي التّناسق الحاصل بين هذه الأجزاء.

إلى جانب ذلك، فإنّ من أبرز مظاهر الجمال مظاهر الجمال الطبيعيّة، وهذه المظاهر كثيرة جداً، توجد في العديد من المخلوقات، في: النباتات، والحيوانات، والجمادات، ومن هنا فإنّ الطبيعة هي أكثر الأماكن التي تجلب الرّاحة لكلّ من يلجأ إليها، ففيها سرّ الجمال، والإنسان ميَّالٌ نحو الجمال بطبعه.

من المظاهر الأخرى التي يتجسَّد فيها الجمال بأبهى صورة له الفنون، وهناك أنواع عديدة من الفنون؛ حيث قُسِّمت هذه الأنواع إلى قسمين رئيسين هما: الفنون المرئيّة، والمسموعة، ولكلّ نوع من هذه الأنواع المهمّة دور كبير، وطَريقة مميزة لتجسيد الجمال، وممّا يلفت الانتباه عند التعرُّض لموضوع عامّ وكبير كالفنون هو أنّ آراء الناس وأذواقهم الفنيّة مختلفة، وما هذا الاختلاف إلّا دليل واضح على اختلاف معايير الناس في تقييمهم للجمال المبثوث من حولهم؛ فالذين تستميلهم أنواع، وأشكال معيّنة من الجمال، قد لا يتأثّرون بالأنواع والأشكال الأخرى، وهذا الاختلاف هو جمالٌ في حدِّ ذاته، لأنّه نابع من التنوّع الهائل الذي تحظى به المجتمعات الإنسانيّة قاطبة.

الجمال الخلقيّ والمعنويّ

قد يقصر البعض نظرتهم إلى الجمال على الجمال المادّيّ الملموس، غير أنّ المظهر الأبرز من مظاهر الجمال هو ذلك الجمال الذي تأسست عليه النّفوس الإنسانيّة السامية، التوَّاقة إلى فعل الخير، والسعي في حاجات الآخرين، وبذل الغالي والنفيس في سبيل سعادتهم، فمثل هذا الجمال هو الأسمى والأبرز على الإطلاق، وهو مظهر الجمال الأساسيّ الذي أودعه الله تعالى في عباده الصّالحين، وهو سرّ السّعادة في الدّارين: الدّنيا، والآخرة، وفقاً لما نصّت عليه المعتقدات الدّينية السّماويّة.

إن اكتساب جمال النفس يحتاج من الإنسان إلى التزام النهج القويم في هذه الحياة، والبحث عن هدف واضح المعالم يسعى نحو تحقيقه، والتعامل بالأخلاق الحسنة مع الآخرين، وتنقية القلب من الأمراض التي قد تشوبه، مثل: الحقد، والكراهية، والحسد، وما إلى ذلك من الأمراض القلبية المختلفة.

المقالات المتعلقة بمظاهر الجمال