السكّري diabetes mellitus هو اضطراب مزمن يتسبب في الحدّ من قدرة الجسم على استخدام الطاقة من مصادرها الغذائية؛ وذلك نتيجة نقص هرمون الإنسولين الذي ينتجه البنكرياس؛ والذي يعدّ -أي الإنسولين- مسؤولاً عن تعزيز قدرة الخلايا على استيعاب الجلوكوز بهدف إنتاج الطاقة؛ مما يؤدي إلى ارتفاع معدّل السكر في الدم، وتتمثّل أعراض مرض السكّري في التبوّل بكثرة، وفقدان الوزن، والغثيان والتقيؤ، وفرط العطش والشهية، وبطء شفاء الجروح.
من الضروري علاج السكّري عند اكتشافه، حيث إنّ إهمال المرض أو التأخر في علاجه يمكن أن يتسبب في العديد من المضاعفات الخطيرة، والتي قد تؤدي إلى الوفاة في النهاية.
مضاعفات مرض السكري المضاعفات سريعة الحدوث الحماض الكيتوني السكريتحدث حالة الحماض الكيتوني السكري Diabetic ketoacidosis DKA عند مصابي سكّر الأطفال، وسببها هو نقص في الإنسولين، وارتفاع في معدّل السكر في الدم، وانعدام الانسولين يتسبب في عدم قدرة خلايا الجسم على استغلال السكّر الموجود في الدم، فتبدأ الخلايا بتحليل دهنيات الجسم وعضلاته إلى مواد قابلة للاستغلال كمصدر طاقة، وتدعى هذه المواد بالكيتونات.
توجد العديد من الأسباب لهذه الحالة، ومنها: تقصير المصاب في أخذ الكمية الكافية من الإنسولين، أو تعرضه لحالة جسمانية معيّنة؛ كالخمج، أو لحالة نفسية أدّت إلى رفع معدّل السكّر في دمه دون رفع كمية الإنسولين؛ مما أدى إلى اختلال التوازن بينهما.
الأعراض:
تتمثّل أعراض الحماض الكيتوني السكري في الآلام الشديدة في منطقة البطن، والتبوّل الكثير، والتقيؤ، والتنفّس بسرعة وعمق، وانبعاث رائحة من الفم شبيهة برائحة الأسيتون، وإصابة المريض بالجفاف نتيجة فقدانه للسوائل، وفقدان الوعي، وقد تؤدي هذه الحالة إلى اضطرابات في نظم القلب.
نسبة السكّر: نسبة السكر في هذه الحالة تكون مرتفعة تصل إلى أعلى من 250 مغم /دل، وكثيراً ما تقترب من 400 مغم/دل.
التشخيص والعلاج:
عند إصابة المريض بأعراض هذه الحالة يجب نقله فوراً إلى غرفة الطوارئ، ويجري الأطباء الفحوصات اللازمة لتحرّي وجود الكيتونات في بول المريض، ويتضمّن العلاج إعطاء الإنسولين عن طريق الوريد بشكلٍ بطيء لتقليل معدّل السكّر، وإعادة السوائل والإلكتروليتات التي فقدها المصاب.
الغيبوبة السكريةتحدث الغيبوبة السكرية Diabetic coma or Hyperosmolar hyperglycemic nonketotic state عند المصابين بسكّر البالغين، والذين تجاوزوا عقدهم السابع؛ أي الكبار جداً في السن أو المقعدين في الفراش غالباً، وتنتج عن ارتفاع معدّل السكر في الدم، وإصابة المريض بالجفاف نتيجة عدم استجابته للشعور بالعطش، كما يُعاني المريض غالباً من أمراض أخرى؛ كالتهاب المسالك البولية أو الالتهاب الرئويّ.
الأعراض:
تشترك هذه الحالة مع الحالة الأولى من حيث الأعراض، إضافة للأعراض العصبية المتمثلة في آلام الرأس، وعدم القدرة على الكلام أو الحركة، والغيبوبة الكاملة.
نسبة السكر: نسبة السكر في هذه الحالة من الممكن أن تصل إلى 800-1000 مغم/دل.
التشخيص والعلاج:
يتمثّل في عمل فحص لمعدّل الجلوكوز في الدم، والذي يتجاوز أغلب الأحيان 600 مغم/دل، مع وجود الأعراض المذكورة، أمّا العلاج فيكون بإعطاء الإنسولين عن طريق الوريد، وإعادة أكبر كمية ممكنة من السوائل للجسم.
نقص سُكر الدميحدث نقص سُكر الدَّم Hypoglycemia عند نقص الجلوكوز في الدم عند مرضى السكّر نتيجة الإفراط في حقن الإنسولين أو الإفراط في استعمال أدوية خفض السكر أو عدم تناول الوجبات الغذائية التي يجب عليهم تناولها أو الإفراط في الأنشطة الرياضية.
الأعراض:
تتمثّل الأعراض الناتجة عن نقص الجلوكوز في الشعور بالتعب والدوار، وآلام الرأس، والبلبلة، واضطرابات في التركيز، وفقدان الوعي، والغيبوبة، أمّا الأعراض الناتجة عن وظيفة الجهاز العصبيّ الودي فتتمثّل في العرق، وضربات القلب السريعة، والغثيان، والتقيؤ، والخوف والرجفة.
نسبة السكّر: نسبة السكر في هذه الحالة قد تنخفض إلى أقلّ من 70 مغم/دل.
العلاج:
يجب رفع الجلوكوز في الدم عن طريق إطعام المصاب أي شيء يحتوي على الجلوكوز؛ كقطعة حلوى مثلاً أو حقنه بمادّة الجلوكاجون في حال كان غائباً عن الوعيّ، والجلوكاجون هو هرمون يقوم بوظيفة عكسية بالنسبة لوظيفة الإنسولين؛ حيث يؤدي إلى تحليل مادة الجليكوجين؛ وهي مخزن السكر في الجسم إلى مادّة الجلوكوز؛ وبالتالي رفع معدّل هذه الأخيرة في الدم.
المضاعفات التي تحدث على المدى البعيديؤثر ضبط مرض السكّري على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى حدوث إصابات في العين، والكلى، والأعصاب والأطراف، وهذه الإصابات لا تُصاحبها أعراض واضحة في البداية، إلّا أنّها وبعد فترة طويلة تبدأ بالظهور على شكل مضاعفات جسيمة، ومن الاحتياطات التي يجب أخذها لمنع حدوثها ما يأتي:
المحافظة على شبكة العينيمكن المحافظة على شبكة العين بضبط معدّل السكر وضغط الدم، وإجراء الفحوصات الدورية لقاع العين كل عام يلي سنّ البلوغ، والخضوع للعلاج بالليزر إذا لزم الأمر، أمّا بالنسبة لقوّة الإبصار فإنّ التغيّرات في معدّل السكر في الدم يحدث تشويشاً في الرؤية أو بعض التغييرات في قوّة الإبصار، لذلك لا يجب إجراء فحص النظر إلّا عندما يكون معدّل السكر منضبطاً.
المحافظة على الكلىيمكن المحافظة على الكلى بضبط السكّر وضغط الدم، وتقليل البروتينات في حال الاكتشاف المبكّر لمشاكل الكلىـ، إضافة لأخذ الأدوية وفقاً لاستشارة الطبيب.
المحافظة على الأسنانيمكن المحافظة على الأسنان عن طريق ضبط السكّر، وغسل الأسنان مرّتين يومياً على الأقلّ بالفرشاة والمعجون.
المحافظة على شرايين القلب والمخّ والأطرافيمكن المحافظة على شرايين القلب والمخّ والأطراف بالابتعاد عن التدخين، ويشمل ذلك التدخين السلبيّ الناتج عن استنشاق الدخان الصادر من الغير، كما يجب تجنّب العوامل المسببة لتصلّب الشرايين، مثل: البدانة، وضغط الدم المرتفع، وارتفاع نسبة الكولسترول والدهون الثلاثية، وعلاج هذه الأمراض عند وجودها.
الوقاية من مرض السكريالمقالات المتعلقة بمرض السكري ومضاعفاته