الزهايمر يعتبر الزهايمر داءً يؤرِّق الكثيرين من كبار السن؛ حيث يعتبر هذا المرض أحد أهمّ وأبرز الأسباب التي تؤدِّي إلى إصابة الإنسان بالخرف. يسبّب الزهايمر للإنسان صعوبةً كبيرة في تواصله مع الآخرين، بل وحتّى في قيامه بأبسط واجباته وأنشطته اليوميّة، ويتسبّب الزهايمر للإنسان بتلف تدريجي في نسيجه الدماغي، ممّا يؤدّي إلى حدوث فقدانٍ في الذاكرة، مع تضاؤل واضح في القدرات الذهنيّة لدى الشخص المصاب، ولهذا فإنّ المصابين بهذا المرض يصابون في نهاية المطاف بالخرف.
لم يتمّ التوصل في يومنا هذا إلى دواء قادر على علاج هذا المرض، إلّا أن هناك العديد من الأدوية التي تعطي حياةً أفضل للشخص المصاب، ولا تتقتصر المعاناة على المرض نفسه، إنّما تمتدّ لتشمل المحيطين به؛ فهم يحتاجون إلى التحلّي بالصبر على متطلّبات المريض العديدة.
مراحل مرض الزهايمر يمرّ مريض الزهايمر عادةً بأربع مراحل مختلفة:
- مرحلة النسيان: وهذه المرحلة تستمرّ بين السنة والأربع سنوات؛ حيث يصبح الإنسان في هذه المرحلة معرّضاً للنسيان بشكل كبير جداً، وباستطاعته في هذه المرحلة أن يستعين ببعض الوسائل الّتي بمقدورها أن تذكّره بما نسيه.
- مرحلة التشويش: حيث يصبح الإنسان المصاب بهذا المرض مشوّش الذهن، كما يتعرّض لتدهورٍ في وضع الذاكرة لديه، ومع مضي الوقت تزداد صعوبة القيام بأبسط واجباته على الإطلاق، وخلال هذه المرحلة من الطبيعي أن يترك الإنسان عمله بسبب قدرته على القيام بها بالشكل الأمثل.
- الخرف المتنقّل: وفيها يفقد الإنسان القدرة على أداء أعمال أساسيّة وبسيطة جداً؛ كالاستحمام، وارتداء ملابسه، والمشي، والقراءة، والكتابة، واستعمال المرحاض، وتركيب المعدّات، كما وتتميّز هذه المرحلة بظهور ما يُعرف بالضلالات، وهي أن يختلق المريض موقفاً معيّناً ويتفاعل معه، مع عدم قناعته بأنّ هذا الموقف مجرّد وهم وخيال. من الممكن أن يقوم أيضاً بحركات غريبة؛ كالمشي في اتجاه معاكس، أو التحدّث بعبارات غريبة، وغير ذلك.
- المرحلة الأخيرة من هذا المرض تسمّى بالنهاية؛ حيث يصبح المريض فيها عاجزاً عن القيام بأيّ عملٍ مهما كان، فهو يجد صعوبةً في المشي، وفي تناول الطعام، وفي المضغ، وفي البلع، وقد يصاب المريض بالعديد من المشاكل كالتشنّجات مثلاً، وتستمرّ هذه المرحلة عادةً من سنة إلى سنتين يكون المريض فيهما في وضع صعب جداً.
هناك بعض التصرّفات التي قد تعطي مؤشّراً على بدء إصابة الإنسان بهذا المرض منها؛ التنقل والتجوال مجهول السبب والهدف، وفقدان الذاكرة، وفقدان الأشياء، وتصرّفات خادشة للحياء تكون في الغالب جنسيّة، وحدوث اضطراباتٍ أثناء النوم، وتكرار الأسئلة، والضلالات، والأوهام، والارتباطات العاطفيّة بالأشياء والأماكن، والدفاع باستماتة عنها، والهلوسة.