الحرب العالمية الأولى في الثامن والعشرين من تموز للعام 1914م قامت الحرب العالمية الأولى بين القوى العظمى في أوروبا في ذلك الوقت، وكان اسمها الحرب العظمى أو الحرب العالمية وسميت في أمريكا بالحرب الأوربية، وشكلت هذه الحرب عبئاً اقتصادياً على أوروبا بعد ذلك، كما قدرت الخسائر البشرية بأكثر من تسعة ملايين قتلوا في هذه الحرب، وإصابات تفوق هذا العدد.
تشكلت الحرب من حزبين الحزب الأول من الحُلفات وضم كل من المملكة المتحدة العظمى (بريطانيا) وفرنسا والإمبراطورية الروسية وإيرلندا، والحزب الثاني والذي سمي بدول المركز أو المحور وتكون من كل من الإمبراطورية الألمانية والامبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومن مملكة بلغاريا، لكن هذه الحرب كبرت بدخول عدة دول لكلا الطرفين كان أهمها تحالف المملكة الإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية إلى الحلفاء.
مراحل الحرب العالمية الأولى - كانت كما يقال شرارة الحرب هي ما عرف باسم (حادثة سراييفو) عندما قتل ولي العهد ووريث العرش النمساوي الأرشيدوق فرانز فرديناند وإصابة زوجته سراييفو في عاصمة البوسنة والهرسك، مع أن الأمر كاد يكون غير مهم بالتاريخ فقد ورد على لسان زبينيك زيمان المؤرخ البريطاني: «كاد هذا الحدث أن يفشل في خلق رد فعل، ففي يومي الأحد والاثنين استمعت الحشود في فيينا للموسيقى وشرب الخمر وكأن شيئاً لم يحدث» في مقال المعنون الحفاظ على تركيز القوى الأوروبية على الرغم من عمليات القتل في سراييفو.
- تزايد العنف في سراييفو ضد الصرب، فعمت البلاد أعمال الشغب لمناهضة الصرب، وصفت هذه الأحداث بجنون كراهية سراييفو (Sarajevo frenzy of hate)، وانتشرت أعمال العنف بكل مدن الإمبراطورية النمساوية المجرية الكبيرة، وهي ما تسمى الآن كرواتيا والبوسنة والهرسك، وكانت النتيجة سجن وترحيل أكثر من 6000 من الصرب البارزين ومات منهم قرابة 3000 في السجن، وتم الحكم بالاعدام على 500 تقريباً وكان أغلبهم من المسلمين، مما ساهم بانشاء ميلشيا خاصة كانت معروفة باسم (Schutzkorps) وكانت تقوم بإضطهاد الصرب.
- بعد مُضيّ شهر على حادثة سراييفو حدثت مناورات دبلوماسية طويلة بين الإمبراطورية النمساوية المجرية وكل من: ألمانيا، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وهذا ما سمّي بعد ذلك بأزمة يوليو، ويمكن تلخيص ما حصل فيها أن الإمبراطورية النمساوية المجرية سلمت الحلفاء قائمة بعشر مطالب وسلمت بالضبط إلى صربيا، لكن صربيا ولاثارة الحرب وافقت فقط على ثماني من هذه المطالب، فأعلنت الحرب في اليوم الثامن والعشرين من تموز 1914م.
- كانت صربيا محمية للإمبراطورية الروسية وهذا يعني أنها في حمايتها وأنهما حزبٌ واحد، وفوز للإمبراطورية النمساوية المجرية بحربها على صربيا سيكون قضاءً على نفوذ روسيا بالبلقان، فاستعدت بعد يوم واحد، وبعد يوم آخر عبأت ألمانيا جيشها فردت روسيا بأن أعلنت التعبئة الكاملة، وقامت ألمانيا بتبليغ السفير الروسي إنذاراً رسمياً لروسيا، كان الإنذار مهلة 12 ساعة لسحب روسيا جيوشها أو الحرب، فردّت روسيا بامكانية التفاوض ورفضت ألمانيا أي تفاوض وأعلنت الحرب في الأول من آب لنفس العام.
- في باريس قامت معركة المارن وكانت في أيلول من 5/9 وحتى يوم 12/9، وهي المعرك الأولى بعد الهجوم المضادة التي كان يشنها الحلفاء، قاد الجنرال جوفر القائد عندما اندحر الألمان ضد فرنسا وألمانيا، وحتى الآن كانت الخسائر تقدر ب250 ألف قتيل وجريح باختلاف الأطراف.
- في السابع عشر من تشرين الثاني ومن بحر الشمال وحتى سويسرا انضموا لجبهة الغربية وبدأت حرب الخنادق والتي امتدت حتى آذار 1918م، وصارت الحرب حرب دفاع، ولم يكن الهجومم إلا انتحاراً.
- خلال هذه الفترة استعملت الأسلحة الكيميائية في بلجيكا وغاز الخردل، وتمت إدانة ألمانيا لاستخدامها هذه التقنية مع أنّها لم تقتل الكثيرين.
- دعماً للروس قامت الإمبراطورية العثمانية بذبح واعتقال الأرمن بما عرف عبر التاريخ باسم مذبحة الأرمن، فقتل أكثر من 2300 مُثقف في إسطنبول (القسطنطينية)، وبالنهاية تم تصفية قُرابة مليون ونصف من الأرمن.
- في الخامس والعشرين من نيسان 1915م، وفي غاليبولي (مضيق الدردنيل) أنزلت القوات البريطانية والفرنسية قواتهم بقيادة تشيرشيل، وهزم الحلفاء وانسحبوا في كانون ثاني 1916م.
- في 1916م من شباط وحتى حزيران آلت معركة فردان إلى صمود الفرنسين، لكن بحمام دم من الطرفين، فسقط قرابة 770.000 ضحية مات منهم 300.000 قتيل.
- من الأول من تموز وحتى 18 من تشرين أول كانت معركة لاسوم التي شنها البريطاننين، لتكون الأكثر دموية في هذه الحرب، فقتل وفقد فيها أكثر من 1.200.000 وكان نتيجة تقدم طفيف بالأرض للحلفاء، وكان الألمان من صمدوا.
- في التاسع من كانون ثاني للعام 1917م أعلنت ألمانيا حرب الغواصات لفك الحصار البريطاني، وكان أسطولها يحوي أكثر من 150 غواصة من نوع يو – بوت وكان الهدف من هذه الخطوة إنهاء الحرب التي طالت، باستخدام الجوكر الألماني، فهذا سيهد الاقتصاد البريطاني كما كان مخطط.
- في السادس من نيسان تدخلت الولايات المُتحدة الأمريكية في الحرب ضد ألمانيا مغادرة حزب الحياد.
- في بداية تشرين الثاني وبعد أن أُطيح بالقيصر الروسي نقولا الثاني وسيطرة البولشيفيك الروس على الحكم، قام لينين بابرام اتفاقية هدنة في الخامس عشر من كانون الاول مع الألمان.
- في الثامن عشر من تموز عام 1918م حقق الحلفاء نصراً في فيلييه كوتيريت (اين) وتكاثرت المعارك بعد 3 أشهر من النصر الألماني ليأتي الجنرال فوش ليجبرهم على توقيع هدنة في 11 تشرين الثاني.
- كانت بالنهاية النتيجة خسارة ألمانيا والإمبراطورية الإستروهنغارية والإمبراطورية العثمانية وانهيار النظام القيصري الروسي، وخروج الولايات المتحدة عن عزلتها التقليدية.