متى كانت غزوة بدر الكبرى

متى كانت غزوة بدر الكبرى

 

منذ قديم الزمان والأراضي الإسلاميّة تتعرّض للغزو والاستباحة من قِبل أعداء الإسلام وذلك بهدف تفكيك المسلمين وبالتالي محو الدين الإسلامي، كما أنّ أعداء الإسلام هؤلاء حاربوا وبشدّة نشر الدعوة الإسلاميّة في زمن نبي الله محمد –صلى الله عليه وسلم-، وفي كلتا الحالتين كان على المسلمين محاربتهم، لذا فرض الله عزّ وجل الجهاد على كل مسلم، فكما جاء في الذكر الحكيم : "كتب عليكم القتال وهو كره لكم"، وللجهاد مرتبة عظيمة الشأن في الإسلام، فهو يشكّل ذروة سنامه.

وكان الجهاد قد شُرع للمسلمين لأوّل مرّة بعد الهجرة إلى المدينة المنورة، أي في العهد المدني، حيث شرع الله عزّ وجل للمسلمين الدفاع عن أنفسهم ضد الكفار كما قال جل وعلا في كتابه الكريم: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) لكن في ما بعد أمر الله عزّ وجل المسلمين بمهاجمة الكفار وذلك لتسهيل انتشار الدين الإسلامي في أرجاء العالم دون وجود صعوبة في ذلك، وكما أنّ الهدف من تشريع مهاجمة العدو هو تخليص الناس من الفتن والعمل على إنارة قلوبهم وعقولهم بhختيار الدين الصحيح، وكما قال تعالى : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُون الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ).

واستجابةً لأوامر الله سبحانه وتعالى لنشر الدعوة الإسلاميّة في أرجاء المعمورة قام المسلمون بالكثير من الغزوات منها ما كانت بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام، ومنها ما كانت في عهده –صلى الله عليه وسلم- بحيث إنه قادها بنفسه، وبلغ عدد تلك الغزوات 29 غزوة، ومعنى الغزوة في اللغة العربية (السير إلى قتال العدو)، لكن لم يحصل القتال إلا في تسعِ منها فقط، أمّا ما تبقّى من عشرين غزوة فإنّها كانت دون قتال، حيث حقّق منها عليه الصلاة والسلام مراده دون عناء.

وأوّل غزوة قام بها محمد عليه الصلاة والسلام والتي استطاع من خلالها تقوية شوكة المسلمين في الأرض هي غزوة بدر، وتسمّى أيضاً بغزوة بدر الكبرى، وبدر القتال، ويوم الفرقان، وسُميّت غزوة بدر بهذا الاسم نسبةً إلى بئر بدر المشهورة والمعروفة والتي تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت هذه الغزوة بين المسلمين الذين كانوا تحت إمرة وقيادة نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، وبين قبيلة قريش ومن والاها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، وحدثت هذه الغزوة بتاريخ 17 رمضان من العام الثاني للهجرة، أي في 13 مارس من عام 624 م، وانتهت هذه المعركة بكسر شوكة المشركين وهزيمتهم هزيمة نكراء.

أمّا بالنسبة لأحداث غزوة بدر سنتحدّث عنها بإيجاز في هذا المقال، فقد بدأت أحداثها عندما كانت إحدى قوافل قبيلة قريش خارجة في وجهتها من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبو سفيان بن حرب، حيث شاهدها المسلمون وحاولوا اعتراضها، إلا أنّهم لم ينجحوا في ذلك، فقد استطاع أبو سفيان النجاة بقافلته، لكنّه لم يكتفِ بالنجاة وحسب بل أرسل رسولاً إلى قريش ليستغيث بهم ويطلب العون منهم، فما كان من قبيلة قريش إلا أن استجابت لاستغاثته بسرعة كبيرة، فحشدت جيشها وخرجت لقتال المسلمين.

ومعركة بدر لم تكن متكافئةً أبداً بين الطرفين من حيث العدد والعدّة، إذ بلغ عدد المسلمين في هذه المعركة ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً تحملهم فرسان وسبعون جملاً، بينما بلغ عدد جنود قريش ما يقارب الألف رجل تحملهم مئتا فرس، أي أنّ عدد جند قبيلة قريش وصل إلى ثلاثة أضعاف عدد المسلمين، عدا عن ذلك فإنّ هذه المعركة حدثت في شهر رمضان المبارك أي أنّ المسلمين نال منهم الجوع والعطش بسبب الصيام، لكن بالرغم من كل هذه الصعوبات وعدم التكافؤ بين الطرفين إلا أنّ الله عزّ وجل كتب للمسلمين الانتصار في هذه المعركة، وكسر شوكة المشركين، وجعل الدولة الإسلامية دولة تهابها جزيرة العرب، فكما جاء في الذكر الحكيم : " وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ".

 

المقالات المتعلقة بمتى كانت غزوة بدر الكبرى