الكارما هي في اللغة شجرةُ العنب، وهو مصطلح من الديانات الهندية كالهندوسية والبوذية والجينية السيخية، وتعني الكارما أن أي فعلٍ (خيرٌ أو شرّ فلا فرق) سيعود على صاحبه بالنهاية، من مبدأ لكل فعل رد فعل، فلكل فعل عواقبه الأخلاقية التي سيراها الفاعل لا محالة، فالخيرُ يعود على صاحبه بالمنفعة ولا بد ذات يوم، والشر أيضاً سيجد فاعله عواقب وخيمة ناتجة عنه، طالما قام هذا الشخص بالفعل عن إدراك ووعيٍ سليم.
الكارما هي كالثمرة لا تكاد تنضج حتى تسقط على زارعها، فمن يزرع شوك لابد يحصد علقماً، ومن يزرع ورد لا بدّ سيزرع ثماراً ناضجة، و لا يهم متى يكون الحصاد ما يهم أنه قادم بلا شك. فالكارما هي قانون الثواب والعقاب المزروعة في جوف الإنسان. فلكل شيء سبب فإن تعرضت لشر فكر جيداً بما قدَّمته من قبل صدَّر لك هذه النتيجة، وإن فعلت خيراً فلا بد من سبب لهذا في الماضي، وفي الدين الإسلامي شيٌ مشابه لمبدأ الكارما حينما ذكر الله تعالى في كتابه الكريم : ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ( 7 ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ (الزلزلة : 7، 8 )، لكن الاختلاف أن الله تعالى لم يَعِدْ الإنسان أن يرى نتيجة أفعاله في الدنيا، مع أن هذا واردٌ بلا شك، لكن ليس شرط فالعاقبة في الدنيا أو في الآخرة.
أمثال وأقوال ونظريات تتوافق مع الكارماأثر الفراشة هو الاسم العام لنظرية الشواش أو نظرية الفوضى أو (Butterfly effect) ، والتي وضعها العالم إدوارد لورينتز عالم الرياضيات والأرصاد الجوية عام1963، وهي تقول : «بأن رفَّة جناحِ الفَراشَةِ في مَكْانٍ مَا قَد تُسَبِّبُ إِعْصاراً في مَكانٍ آخَرَ مِنْ الأَرْضِ بَعْدَ عِدَّةِ سِنْين». أما كارما أثر الفراشة فهي بالمقابل تتحدث عن الآثار الأخلاقية، لكنها أيضاً تتوافق مع ما سبق، فالأثر لابد قادم، حسب المُأََثِر الذي سببها، فكما قال درويش:
« أَثرُ الفراشة لا يُرَى... أُثرُ الفراشة لا يزولُ!»، فدرويش أراد أن يخبرنا أن كل قصيدة ذكرها في كتابه (اليوميات أثر الفراشة ) ما هي إلّا أثر من الآثار التي تركتها الحياةُ على روحه ، ومع أنها أشعار غير مباشرة لكن النقاد أصيبوا بالانبهار بها، فهي غير مباشرة ذات معان متشعبة، حتّى أنّ الكثيرين قالوا أنّها تفهم بشكلٍ مختلف لكل قارئ، فكان آخر إنجاز لدرويش قبل رحيله لكنه الأسمى.
المقالات المتعلقة بما هي الكارما