قناة السويس ممرّ مائيّ اصطناعي، شقّه الإنسان في اليابس على شكل قناة تصل ما بين البحر الأحمر، والبحر الأبيض المتوسط، بمنسوب هندسي يسمح لمياه البحرين بالانسياب بشكل طبيعي، ُمشَكّلة ممراً مائياً ضخماً، يسمح بمرور السفن بين البحرين الأحمر والأبيض، هذا العمل الجبّار، أحدث تغيراً كبيراً على مستوى المكان، وعلى مستوى العالم إذ اختصرت قناة السويس الطريق التجاري الواصل ما بين الشرق والغرب.
إنّ فكرة إيصال البحر الأحمر بالبحر المتوسّط فكرة قديمة من زمن الفراعنة ومن جاء من بعدهم من الفرس واليونان والرومان، وكذلك زمن العهد العربي الإسلامي، إلّا أنّ جميع هذه المحاولات كانت عبارة عن أفكار من الصعب تنفيذها في حينها، وأوّل من باشر بتنفيذ الفكرة هو نابليون بنوبارت، بعد غزوه لمصر، فشكّل لجنة فنية لدراسة الفكرة، فتوصّلت اللجنة إلى أنّ ارتفاع منسوب البحر الأحمر عن منسوب البحر الأبيض المتوسط يعيق تنفيذ هذه الفكرة، وعادت فرنسا لدراسة الفكرة مرة أًخرى، وتوصلت إلى أنّ اللجنة الأولى قد أخطأت بموضوع اختلاف منسوب البحرين، فتمّ تشكيل شركة عالمية مساهمة، للمباشرة بشقّ القناة، وقد بدأ العمل بشق القناة عام 1859 وانتهى في عام 1869.
أهمية قناة السويستقع قناة السويس في شمال جمهورية مصر العربيه، إذ تمتد بطول حوالي 193 كم، وبعرض ما بين 190م إلى 200 م، وبعمق 22 م، هذه المواصفات من حيث العرض والعمق، جعلت القناة تصلح لمرور الناقلات البحرية العملاقة، ولقناة السويس آثار كبيرة بمختلف المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، والعسكرية، وسنذكر هنا أهميّتها في كل مجال:
المقالات المتعلقة بما هي أهمية قناة السويس