هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مِن الأحداث التاريخية في تاريخ سيدنا محمد -عليه الصلاة وسلم-، ولم يكن يتوقع رسول الله في البداية أن يتم إخراجه مِن مدينة مكة، وأن يُعامله أهل بلدته بهذا السوء والأذى.فما كان أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يخرج مهاجراً إلى مدينة يثرب، وقد تم تغيير اسمها بعد الهجرة إلى المدينة المنورة أو طيبة.وقد ترك الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو وأصحابه بيوتهم، وأموالهم، وموطنهم التي عاشوا فيه منذ ولادتهم في سبيل الدعوة إلى دين الله تعالى ونشر الإسلام، وذلك بأمر مِن الله تعالى ورسوله الكريم.
وقد استقبل أهل مدينة يثرب الرسول ومَن معه استقبالاً جميلاً، ورحبوا بهم بأجمل الأناشيد.وتقاسم أهل المدينة الدار والأموال مع المهاجرين مِن أهل مكة، وقد ساعد تعاون أهل المدينة مع رسول الله محمد على نشر الدين الإسلامي، وتقوية المسلمين.ولم تكن هذه الهجرة الأولى للمسلمين، بل يوجد أعداد مِن أصحاب الرسول هاجروا إلى الحبشة قبل هجرة الرسول إلى المدينة.وقد أمر الصحابي عمر بن الخطاب أن تكون الهجرة النبوية إلى يثرب هي بداية التاريخ الهجري للمسلمين.وكانت هناك العديد مِن الأسباب التي دفعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى الهجرة مِن مكة إلى يثرب.
أسباب هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى يثربفهذه كانت مِن أهم الأسباب التي شجعت النبي -صلى الله عليه وسلم- للهجرة، واختيار المدينة المنورة، لكي يهاجر إليها النبي هو وأصحابه. وكانت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- ذا فائدة عظيمة للإسلام والمسلمين، وساعدتهم على التخلص مِن الأذى والعذاب، وأصبح المسلمين قادرين على نشر الدين الإسلامي بكل حرية.
وقد استمرت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- 26 يوم حتى وصل المدينة المنورة (يثرب) واستقر فيها، وقد كان كفار قريش يتبعون النبي، ويحاولون إيذائه وقتله، والتخلص منه أثناء رحلته إلى المدينة، حيث لجأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الاختباء في غار ثور؛ كي يحتمي مِن كفار قريش، ويستطيع استكمال طريقه إلى يثرب.
تفاصيل هجرة الرسول والصحابةوهكذا، وصل الرسول والصحابي أبو بكر الصديق إلى المدينة سالمين، واستقبلهم أهل يثرب بكل حب وسعادة.وكانت هذه بداية انتشار الدين الإسلامي، ومساعدة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كي يكون قادر على نشر دين الله في كافة بقاع الأرض.وبالفعل كانت هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبباً لانتشار الإسلام في كافة المناطق، ودخول الكثير مِن الكفار في الإسلام.
فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلجأ إلى دعوة الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يجبرهم على دخول الدين الإسلامي بالقوة. وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُرغب الناس بكل الطرق والوسائل كي يدخلون الدين الإسلامي بكل رضا ومحبة وقناعة. وبعدما أصبحت دولة الإسلام قوية ساعدها ذلك على بناء خلافة، والقيام بالعديد مِن الخلافات، وفتح مكة أيضاً والحج فيها. وأصبحت الخلافة الإسلامية قوية ومنتشرة في كافة أرجاء الأرض وأصبح الدين الإسلامي دين عزة وقوة.
وبعد أن أتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- نشر دعوته، وحفظ القرآن، ونشر تعاليم الإسلام، تُوفي الرسول الكريم، ولكن لم تنتهِ الدولة الإسلامية ولا الدين الإسلامي؛ لأن النبي محمد كان هو خاتم النبيين، وقد حفظ الله له معجرته حتى عصرنا هذا، وهي القرآن الكريم.وقد حافظ الصحابة أيضاً على الدين الإسلامي، وقاموا بتجميع القرآن الكريم في كتاب واحد؛ كي لا يُنسى، أو يضيع، أو يتم تحريفه.وبقي القرآن الكريم محفوظاً إلى عصرنا الحالي، وسوف يبقي محفوظاً حتى نهاية الزمان.
وقد حاول الكثيرون أن يحرّفوا القرآن الكريم، ويضيفوا إليه ما لم يُنسب لله تعالى، ولكن هذه الأمور كان يتم كشفها بسرعة، ويتم تعديل القرآن كما كان؛ لأن الله تعالى أمر بحفظ معجزة الرسول الكريم حتى نهاية الزمان، والقرآن الكريم مِن أكثر المعجزات الموجودة في عصرنا الحالي. فهمها اكتشف الإنسان، ومهما تقدم العلم، فإن العلماء يندهشون مِن ما هو موجود في القرآن الكريم!! وكيف أنه يفسر ويتحدث عن كل شيء حدث وسوف يحدث بدقة وبصدق؟! وذلك غير موجود في الكتب السماوية الأخرى؛ لأنها تعرضت لتحريف الإنسان وللتزوير، ولم تبقَ كما أنزلها الله على رسله الكرام. فكل رسول كانت له معجزة تساعده في نشر دينه، وجعل الناس يصدقونه؛ كي يعبدوا الله تعالى، ولكن معجزاتهم كانت تزول وتذهب بعد موت النبي، ويعود الناس إلى كفرهم وضلالهم، وعبادة الأصنام والأوثان، والشرك بالله تعالى، ولكن معجزة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- خالدة وباقية على مر الزمان؛ كي يتعظ الإنسان، وتكون مرجع له في حياته، وتساعده في الابتعاد عن الخطأ، والسير في طريق الحلال؛ لنيل رضا الله -عز وجل-.
المقالات المتعلقة بما هي أسباب هجرة الرسول إلى يثرب