أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بعبادته وحده وعدم الإشراك به وأمرهم كذلك بفعل الخيرات واجتباب المحرّمات، فبعث الله نبيّه بالشّريعة الخالدة هدىً للعالمين، قد أكمل الله بها الدّين فأصبحت حجّة للعالمين، فيها من الأحكام ما يصلح حال المسلمين، فمن سار على نهجها واقتفى أثرها أفلح وسعُد ومن تنّكب طريقها ضلّ وخسر، وقد تعهّد الله لعباده بغفران الذّنوب إن تحلّل العبد منها واستغفر ربّه وأناب، فالله سبحانه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك من الذّنوب والمعاصي لمن يشاء، فرحمته واسعةٌ لا يغيضها شيء .
و قد جعل الله سبحانه وتعالى الشّفاعة لخاصته من البشر، والشّفاعة هي الواسطة التي يتحقّق بها جلب خيرٍ ومنعةٍ أو دفع ضررٍ ومفسدةٍ، وقد أُكرم النّبي عليه الصّلاة والسّلام بأن أعطاه الله المقام المحمود ودرجة الوسيلة والشّفاعة التي تكون ملاذاً للعباد حين يقفون بين يدي الله سبحانه فيشتدّ حالهم وغمّهم فيلجؤون إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيشفع لهم عند ربهم بعد أن يراجعوا عدداً من الأنبياء في ذلك فيعتذرون لهم، فهذه الشّفاعة هي خاصةٌ للنّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام وهناك شفاعة لأهل الجنّة حين يقفون على الصّراط منتظرين دخول الجنّة فيشفع لهم النّبي الكريم، وهناك الشّفاعة لأهل الكبائر من هذه الأمة فقد بيّن الرّسول عليه الصّلاة والسّلام أنّ لكل نبيٍّ سبق دعوةٌ مستجابةٌ وإن دعوته اختبأها شفاعةً لأمته يوم القيامة، فمن قال لا إله إلا الله يوماً خالصاً من قلبه وجبت له شفاعة الرّسول، فيشفع له النّبي ويدخله برحمة الله تعالى الجنّة .
و للشّفاعة شروطٌ وأحوالٌ فلا يعطيها الله سبحانه إلا لمن اصطفى من عباده كالنّبيّين والصّديقين والشّهداء، فالشّهيد من كراماته أنّه يشفّع في سبعين من أهل بيته، وكذلك فأنّ المشفوع له يجب أن يكون ممّن أذن الله أن تسعه الشّفاعة، قال تعالى ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى )، فالشّفاعة لأهل الباطل لا تنفع قال تعالى ( فما تنفعهم شفاعة الشّافعين )، فالشّفاعة هي إكرامٌ من الله سبحانه لعباده المصطفين يتوسّلون بها عند الله لمن أذن ورضي الله عنه من عباده المؤمنين أو الضّالين .
المقالات المتعلقة بما هي الشفاعة