شهدت الحضارة الإنسانية تطوراً كبيراً شمل جميع مجالات الحياة، كالتطوّر التكنولوجي، والتطور في النقل، والصّناعة، وكلّ شيء في حياة الإنسان حتى في مجال الغذاء، ففي قديم الزّمان كان الإنسان يحصل على طعامه مباشرةً من الطبيعة، أمّا الآن فقد شمل هذا التطوّر مجال الغذاء؛ بحيث أصبحت معظم الأغذية تصنع في مصانع مخصّصة لذلك.
وبسبب التطوّر الذي حدث في مجال صناعة الأغذية، أصبحت تتمّ فيها بعض عمليّات الغش أو تصنيع الأغذية بشكل غير موافق للمواصفات والمقاييس العالميّة من قبل بعض المصانع، وبالتالي إنتاج أطعمة مغشوشة قد تؤدّي في كثير من الأحيان إلى الإضرار بصحة الإنسان، ونتيجةً لذلك ظهر نظام جديد يعنى بهذا الأمر، وهذا النظام هو نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكّم الحرجة أو ما يدعى بـ " نظام الهاسب".
نظام الهاسب: هو نظام كامل ومتكامل يُعنى بسلامة الأغذية وذلك من خلال تحديد مخاطرها التي تهدّد سلامتها، وقد تكون هذه المخاطر بيولوجيّة، أو كيميائيّة، أو فيزيائيّة، وتحديد النقاط الحرجة الّتي يجب السيطرة عليها من أجل ضمان سلامة المنتج.
أهداف نظام الهاسب - معرفة مصادر الأخطاء المحتملة أثناء الإنتاج وتوكيد جودة المنتج النهائي.
- القيام بمعالجة الأخطاء باستخدام الوسائل المناسبة لذلك.
- التمكّن من السيطرة بشكل كامل على عمليّة الإنتاج.
- ضمان السلامة الغذائيّة أو الصحية للمنتج النهائي.
دواعي استخدام نظام الهاسب - عدم فعاليّة الطرق التقليدية في الحد من التسمّم الغذائي.
- مسايرة نظام التجارة العالمي الجديد.
- قيام بعض الدول باشتراط تطبيق هذا النظام على المنتجات المورّدة لها.
- إشراك القطاع الخاص في عمليّة الرّقابة.
قواعد نظام الهاسب يرتكز نظام الهاسب على سبع قواعد رئيسيّة وهي:
- إجراء تحليل للمخاطر؛ بحيث يتمّ تحديد المخاطر التي من المحتمل حدوثها بنسبة احتماليّة معقولة.
- تحديد نقاط التحكّم الحرجة، ويتمّ هنا تحديد الخطوات التصنيعيّة التي يمكن عندها السيطرة على المخاطر أو التخلص منها بشكل نهائي، أو التقليل منها إلى مستوى مقبول.
- وضع الحدود الحرجة: بعد تحديد نقاط التحكّم الحرجة من المهم جداً معرفة أن هذه النقاط تحت السيطرة، ويتم ذلك من خلال تحديد منطقة الأمان، وبعد ذلك يتم الاستعانة بالمواصفات التي وضعتها الجهات التشريعيّة، وبنتائج الأبحاث حتى يتمّ وضع الحدود الحرجة.
- استحداث طرق للرصد: بعد تحديد كلٍّ من نقاط التحكم الحرجة والحدود الحرجة لا بدّ من التأكد أنّ جميعها ضمن حدود الأمان.
- استحداث إجراءات تصحيحيّة: وهذه الإجراءات يتمّ القيام بها عند ملاحظة أنّ أيٍّ من النقاط الحرجة ليست ضمن حدود الأمان.
- استحداث نظامٍ للتدقيق: وذلك يهدف إلى ضمان صلاحيّة النظام والقيام بالتّحسينات المهمّة.
- استحداث نظام للتوثيق، ويستلزم ذلك الرّجوع إلى السجلّات القديمة لتقييم النظام.