ما هو معدل ضربات القلب السليم

خلق الله تعالى جهاز الدوران في جسم الإنسان ليتولّى مسؤولية نقل المواد الضروريّة التي يحتاجها الجسم، حيث يقوم هذا الجهاز بنقل كافة مواد جسم الإنسان إلى كافة المناطق الواقعة في مختلف مناطق الجسم، ويعمل على بنقل سائل الدّم الذي يدور في جسم الإنسان خلال الأوعية الدموية المختلفة، وهذا السائل الدموي أثناء سريانه في الأوعية الدموية يحمل معه كافة المواد المختلفة الضروريّة لجسم الإنسان، حتّى يستطيع القيام بوظائفه المختلفة بواسطة هذه المواد المتنوعة والمختلفة. يتكوّن الجهاز الدوراني في جسم الإنسان من القلب ومن الأوعية الدموية، فالقلب هو الذي يقوم بوظيفة ضخ السائل الناقل في جسم الإنسان، وهذا الدّم هو الذي ينتقل عبر الأوعية الدموية المختلفة وهي الأوردة، والشرايين، والشعيرات الدموية.

القلب

يعتبر القلب أحد أبرز وأهم الأعضاء في جسم الإنسان، فهو الذي يوفر للدّم القدرة على الحركة والوصول إلى كافة تفاصيل الجسم الدقيقة والرئيسيّة، الأمر الذي يجعله يقوم بوظيفته وهي إيصال كافّة المواد التي يحتاجها الجسم، والتي من أكثرها أهمية عنصر الأكسجين. كما أنّ الدّم هو المسؤول عن نقل الفضلات التي تنتج عن أجزاء الجسم المختلفة، ومن ثم يتم إيصالها إلى خارج جسم الإنسان.

يقوم القلب بما لا تستطيع أية مضخة في أي مكان في العالم القيام به، من خلال قيامه بضخ الدّم وبشكل كبير جداً وبصورة مستمرة دون توقّف وطيلة عمر الإنسان، فالقلب هو معجزة ربانيّة خارقة، ينبض القلب عند الإنسان البالغ في العمر ما بين 6(0 نبضة إلى 100 نبضة) في الدقيقة الواحدة، وما بين (2 مليار نبضة إلى 5 مليار نبضة) خلال فترة من الزمن تقدّر تقريباً بحوالي 70 عاماً، أمّا الفترة التي تتخلّل الوقت ما بين النبضات فتقدّر تقريباً بحوالي أربعة أعشار الثانية الواحدة. في النبضة الواحدة يستطيع القلب أن يضخ ما مقداره حوالي ( 70 سم) مكعب من السائل الدموي، وهذا يقدر تقريباً بحوالي (180 ليتراً) من الدّم خلال عمر الإنسان كله.

تقسّم الأوعية الدموية إلى الشرايين والأوردة وهما يشكلان الممرّات الدموية، وكل واحد منهما له اختصاص. فمثلاً تكون الشرايين مسؤولة عن حمل الدّم إلى كافة أعضاء الجسم، أّما الأوردة فهي التي تحمل الدّم من كافة أعضاء الجسم إلى القلب. والدّم المحمول من القلب إلى كافة أجزاء الجسم يكون محمّلاً بالأكسجين، أمّا الدّم القادم من الأعضاء الجسم المختلفة والمنتشرة إلى القلب فيكون محملاً بثاني أكسيد الكربون، وذلك تمهيداً لنقله إلى خارج الجسم عن طريق القلب.