" ماء النّار " مُصطلح يُصيب كُل مَن طَرَقَ مَسمَعُه بحالة من الرُّعب كانت نِتاج نظرة الغالبية العُظمى له كَونُه عادةً ما يكون سلاح وأداة إنتقام لكثير من الأشخاص منهم الذي قرأنا قصّته على صفحات الجرائم أو شاهدناهُ في الأفلام كونه يُعد مادّة سامّة تعمَل على تآكل كل ما وقعت عليه لذلك تقوم بإصابة من تقع عليه بالحروق والتشوهات .
و"ماء النار" هو الإسم المُتعارف عليه والأكثر تداولاً بين الناس أما علميّاً فماء النّار هو حمض الكبريتيك الحمض المعدني ، وقد تعرّف العرب على هذا الحمض منذ القرن الثامن الميلادي وكان ذلك عن طريق العالم العربي جابر ابن حيّان الذي أَطلَقَ عليه "زيت الزاج" وذلك كونه قام بتحضيره من الزاج الأخضر بتسخينه وتَقطيره ، وفي القرن الرابع والقرن الخامس عشر كانت أوروبا قد عرفته .
ويُعد هذا الحمض سريع الذوبان في الماء ، كما أنّه قابل أن يُخفّف في الماء الذي وما أن يُخفف به يقوم بإنتاج حرارة لذا كان من الأفضل دائماً أن نُضيف الحِمض للماء وليس العكس ،وهذا الحِمض لا لون لهُ .
وكيميائيّاً خواص ماء النار أو حِمض الكبريت مُختلفة بناءاً على ناحيّة تركيزه، فيَنقسِم كيميائيّاً إلى :حِمض الكبريت المُمدّد ، وحِمض الكبريت الساخن أو المُركّز الذي لهُ احتياطات خاصّة عند استخدامه ونطاق ضيّق .
ودائماً ما يُنصح بوضعه في مكان بعيد عن مُتناول الأطفال كونه كما هو مُتعارف عليه شديد الخطورة .
وفي حالة أن قام أحدهم بشربه عليه القيام بِشُرب اللبن بكميّات كبيرة والتوجه فوراً للعلاج ، كما من شأنه قتل الانسان في حالة تناوله بمقدار أربعة إلى خمس سنتيميترات مكعّبة لِما تُلحقه بالخلايا الداخليّة من تلف فَتُسبب صدمة عصبيّة دمويّة في جسمه .وفي حين إصابته الجلد يعمل على حرق خلايا الانسان الذي أصابُه الحمض فيقوم بسحب الماء من الخلايا .
ومن ناحيّة الطبيعة فهو يعمل على إتلاف المحاصيل كونه من مكوّنات الأمطار الحمضيّة.
استخداماته :
اقتصاديّاً ماء النار يُعد من المواد الأكثر أهميّة كونه يدخل في صناعة الكثير ، وبناءاً على أهميّته هذه أُعتُبِر مقياساً على تقدُّم البلدان من خلال مقدار إنتاجها لهُ.
وإن كان حمض الكبريت عُنصراً مهماً في الصناعة تبقى آثاره الضّارة لا يُستهان بها مُتَطَلِّبة الِحرص التّام عند استخدامه كونه يعُتبر سلاحاً ذو حدّين .
المقالات المتعلقة بما هو ماء النار