ما هو صوت الضبع

الضبع هو يختبئ في ثوب المسكنة أمام من يفوقه قوة، ولكن قناعه سرعان ما يسقط إن بادر في العراك، أو الهجوم على إحدى فرائسه، ليظهر لنا حيوان شرس، وقوي، يستطيع صرع أكبر الحيوانات وأضخمها، حتى أنه يستمتع بطحن عظامها بفكيه الكاسرين.

انتشرت العديد من الإشاعات حوله، فمنهم من نعته بالجبن، والخبث، ومنه من نعته بـ "الزبّال"، لأنه يقتات ببقايا الجيف التي يجدها خلف الأسود، والنمور، ولكن الحقيقة تنبئ بعكس ذلك تماماً، فالضبع صياد محترف.

يستطيع قتل جاموس يزن الخمسمئة كيلوغرام، وجره لبيته وحده دون أن يشاركه أحد في ذلك، لأنه يخفي قوته ولا يستخدمها إلا وقت الضرورة، فيقاتل بشراسة، ويصطاد بوفرة، ويأكل بنهم، لدرجة أنه لا يخلّف شيئاً من آثار فريسته إلا دماءها.

يعتبر الضبع من الثديّات التي تلد وترضع صغارها، وحجمه لا يتجاوز حجم الكلب، فهو ذو بنية صغيرة الحجم مقارنة بغيره من أبناء فصيلته من الذئاب، والثعالب، ويغطي ظهره عرف طويل من الشعر يبدأ من رقبته، وينتهي عند ذيله، عيناه صغيرتان جداً، ووجهه كذلك، وساقاه الأماميتان أطول من الخلفيتين، لذا يبدو مقوس الظهر، وغير متزن في مشيه، وهو من أبشع الحيوانات على الإطلاق.

هناك العديد من أنواع الضباع، منها البنية، ومنها المرقطة، والمخططة، والسمراء، وأنثاه شرسة وقويه تستطيع قيادة قطيع كامل من الضباع دون أن ينافسها أحد على القيادة.

يعيش الضبع ضمن مجموعات صغيرة، وهو لا يحب الخروج للصيد نهاراً، بل ينشط في الليل، باحثاً عن فرائس شاردة عن قطيعها، وحيوانات تبحث عن مأوى، أو ماء، فيتربص بها، وينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض عليها، وقتلها، وذلك بقطع شريانها بأنيابه، ومخالبه، ويبدأ بالتهامها بوحشية، فهو قادر على أكل ما يزيد عن خمسة وثلاثين غراماً من اللحم في الوجبة الواحدة.

تمكنه عصارته الهضمية من استخراج كل الغذاء، وهذا ما يجعل روثه أبيض وعلى شكل مسحوق في معظم الأحيان. تتميز إناث الضبع بالخشونة، والثقة بالنفس، والشراسة، وهي تدعى الأنثى القاتلة، فهي تقود قطيعها بحزم، وبقوة، ولا تخلو من قسوتها حتى في تربية جرائها، الذين تهتم بهم لفترة ستة أشهر فقط، ثم تطلقهم في الغابة ليتعلموا ويتكيفوا في الوسط الذين يعيشون به.

يطلق على صوت الضبع اسم عواء، وهو صوت عالٍ وبشع جداً، وأكثر أنواع الضباع قوة في صوتها هي الضباع المرقطة، إذ يمكن سماع صوتها من مسافة تزيد عن ألف متر تقريباً.