ما هو شمع النحل

إنّ النحل أحد الكائنات الحيّة الخارقة التي وضع الله عزّ وجلّ فيها الكثير من عجائبه وإعجازه، فهذه النحلة الصغيرة تستطيع أن تنتج بالتعاون مع شريكاتها الكثير من المنتجات التي لا لنا عنها، ومن هذه المنتجات العسل، والغذاء الملكيّ، وحبوب اللقاح، وسمّ النخل، والعكبر، والشمع. وهنا في مقالنا هذا سنتحدّث عن شمع النحل وعن فوائده.

إنّ شمع النّحل هو أحد المنتجات الستّة التي ينتجها النحل، وهذا الشمع يعتبر أغلى أنواع الشموع في العالم. يكون شمع النحل أبيض اللون شفّافاً، ويتغيّر بتغيّر عوامل أخرى تتدخل في إنتاجه كالعسل وصمغه، وحبوب اللقاح، وهو شمع هشّ وسهل الكسر، ورائحته زهريّة. إنّ هذا الشمع هو عبارة عن إفرازات غدية لشغالات النحل، وتكون من غدّة "الإسترنات"، وهي غدّة توجد أسفل حلقات بطن النحلة الشغّالة. وهذه الشغالة تحتاج إلى إنتاج تسعة كيلوات من العسل وكميّة كبيرة من حبوب اللقاح حتّى تستطيع إنتاج هذا الشمع.

إنّ شمع النحل تمّ إستخدامه واستغلاله منذ قديم الزمان في العصور السالفة، حيث أنّ القدماء إستخدموه في طقوسهم لدفن الموتى، وكانوا أيضاً يستخدمونه في الأكفان وتحنيط الجثث، واستخدموه كذلك في المعابد والمنازل للإضاءة، وأيضاً في صنع التماثيل. وفي عصرنا الحديث قلّ إستعماله لهذه الأغراض، حيث وجدت بدائل أخرى أقلّ تكلفة بكثير. وعلى الرّغم من ذلك، فلا يزال هذا النّوع من الشمع يستخدم في صناعة الكثير من المواد الطبيّة وبعض أدوات التجميل، والكريمات الخاصّة بالبشرة، والمرطبات الجلديّة، كما ويستخدم في صناعة أساسات الشموع، وبعض قناديل الإضاءة الموجودة في الكنائس والمعابد.

لشمع النّحل فوائد كثيرة ومتعدّة حيث يستخدم في عدّة مجالات، أمّا في المجال الطبيّ فإنّه يمكن تناوله مع العسل حيث يساعد في علاج مشاكل إلتهابات الجيوب الأنفيّة وعلاج الزكام ونزلات البرد، وهو أيضاً يستخدم كعلاج لحمى "الدريس" والتي تنتشر خاصّة في فصل الربيع، وعلاج للحساسيّة والتخفيف منها. كما ويمكن الإستفادة من شمع النحل في علاج أمراض الجلد كالقروح، وهو أيضاً مادّة مهدّئة ومضادة للإلتهابات ومانعة لتكاثر أو نموّ البكتيريا. كما ويعتبر شمع النحل علاجاً فعّالاً ومفيداً في حالات إلتهابات اللثة ومشاكل الأسنان كتسوّسها وتنظيفها.

أمّا من الناحية الجماليّة، فإنّ شمع النحل يعتبر من أحد أهم مكوّنات العناية بالبشرة. فهو يساعد في ترطيب البشرة وحمايتها من عوامل البيئة الضارّة، كما ويساعد في إعطاء النعومة والتغذية والترطيب للبشرة، وهو بنفس الوقت مضاد للإلتهابات والبكتيريا والحساسية والأكسدة. كما أنّه يستخدم في صناعة الزيوت العطريّة لرائحته الزكيّة وقدرته على التطهير والتعقيم. وهو كذلك يستخدم في صناعة الأنسجة وورنيش الأثاثات والسيارات والجلود أيضاً.