تاج محل (بالإنجليزيّة: taj mahal) ضريح ضخم يقع في الهند، مُشيّد من الرخام الأبيض من قِبَل الإمبراطور المغوليّ شاه جهان بين عاميّ 1631م و1653م، وذلك بهدف تخليد ذكرى زوجته الذي كان يُحبّها حبّاً جمّاً، وهي الأميرة مُمتاز محل.[١] يُعتبر تاج محل أحد أجمل المباني المعماريّة في العالم، ومَحطّ إعجاب الكثيرين، ويعود سرّ ذلك للبناء المُتقن للمبنى الذي يدمِج في تفاصيل تشييده وعِمارته ما بين الحضارة المغولية، والإسلاميّة، والهنديّة، بالإضافة إلى جمالية الرُخام الأبيض للمبنى الذي يعكس ضوء الشمس والقمر، وقد يبدو كأنّه مُتغيِّر اللون.[٢]
ارتبط تاج محل بالحب والجمال، ويُشار إليه كرمز للحب والوفاء؛ وذلك لما يرويه من قصّة حب جميلة جداً وخالدة عبر السنوات.[١] يقع تاج محل في الهند، تحديداً في مدينة أغرة التي تُسمّى بمدينة تاج محل، وهي أشهر مدينة في الهند تقع في ولاية أتر برديش الهنديّة، وهي أكثر مُدنها اكتظاظاً بالسُكّان، إذ يبلُغ عدد سُكّانها 1.5 مليون نسمة.[٣] يبعُد الموقع حوالي 204 كلم جنوب مدينة دلهي.[٤] يقع ضريح تاج محل على ضفاف نهر يمونا، ويستقبل سنويّاً ملايين السُياح.[١]
التاريخقصة تاج محل من أجمل القصص التاريخيّة التي تُجسِّد معاني الحب والوفاء، وهو ما يُمكن للزائر رؤيته عند زيارة المبنى التذكاريّ. بدأت القصة عندما كان الإمبراطور المغوليّ شاه جهان، وهو ابن الإمبراطور المغولي جهانكير وحفيد الإمبراطور أکبر أعظم، في عمر الـ 14، ووقع في حب الأميرة الفارسيّة المُسلمة ممتاز محل، والتي كان اسمها قبل الزواج أرجمان بانو بجيم. في عام 1612م، أي بعد خمس سنوات من لقائهما الأول، تزوّج شاه جان من ممتاز محل.[٥]
في عام 1631م ماتت الأميرة ممتاز محل بعد وضعها لابنها الرابع عشر، وكانت آخر وصيّة لزوجها شاه جان هي عدم زواجه مرّةً أُخرى، وأن يُثبِت حبّهما للعالم عن طريق بناء ضريح جميل وليس له مثيل. بعد وفاة زوجها انقلب حال الإمبراطور بسبب حزنه على زوجته، واستمرّ حزنه لمدّة عامين.[٦] في عام 1631م بدأ الإمبراطور بتنفيذ وصيّته في بناء الضريح لزوجته، وقام باستدعاء النحّاتيين، والرسّاميين، والمِعماريين، والخطّاطين من جميع أنحاء الإمبراطوريّة، ومن آسيا الوسطى، وإيران لتصميم البناء الموعود.[٥]
استغرق بناء ضريح تاج محل ما يُقارب 22 سنةً ليصل إلى الصورة التي هو فيها اليوم. تم بناء الضريح بشكل كامل من الرخام الأبيض الذي أُحضِرَ من جميع أنحاء الهند ومن آسيا الوسطى، ساعد في بناء الضريح 22,000 عامل و1,000 فيل، وبلغت التكلفة النهائيّة 32 مليون روبيّة. اكتمل البناء تماماً في عام 1653م، بعد الانتهاء من عمليّة البناء قام أورنكزيب ابن الإمبراطور شاه جان بالاستيلاء على الحُكُم، ووضع والده تحت الإقامة الجبريّة. وبعد موته دُفِنَ بجانب زوجته في نفس ضريح تاج محل. ونتيجة الثورة عام 1857م شُوِّه الضريح وتعرّضت أحجاره للتّخريب بفعل الجيش البريطانيّ، وفي نهاية القرن التاسع عشر أمر اللورد البريطاني جورج كورزون بترميمه.[٥]
الأهميّة السياحيّةيُعتبر موقع تاج محل أكثر المواقع السياحيّة جذباً للسُيّاح حول العالم، حيث يستقبل الموقع سنويّاً ملايين السيّاح. في عام 2015م استقبلت مدينة أغرا (موقع تاج محل) 10,812,435 سائحاً، وهي بذلك تحوز على النصيب الأكبر من السُيّاح المَحليّين والأجانب في ولاية أتر برديش.[٧] في الفترة بين 2013م-2016م وصل إجماليّ إنفاق السُيّاح في موقع تاج محل إلى 75 كروراً (750,000,000 مليون دولار).[٨] ولأهميّته السياحيّة والتاريخيّة تم إدراج موقع تاج محل ضمن لائحة اليونسكو للمُحافظة على التراث العالميّ عام 1983م.[٩]
يتواجد في موقع تاج محل الكثير من الأماكن التي يمكن زيارتها، إلى جانب مبنى الضريح الرئيسيّ. ومن أبرز الأماكن السياحيّة في تاج محل ما يأتي:
في عام 2000م أُقيمت حملة عالميّة لاختيار عجائب سبعة جديدة في العالم، وأُختيرت الكثير من الأماكن التاريخيّة والأثريّة كان أحدهم موقع تاج محل الذي تمكّن من الوصول إلى المنافسين الـ21 النهائيّين، ومن ثم تم اختياره ليكون أحد عجائب الدنيا السبع الجديدة في عام 2007م، إلى جانب كل من مدينة البتراء، وسور الصّين العظيم، وهرم تشيتشن إيتزا، وماتشو بيتشو، وتمثال المسيح الفادي، والكولوسيوم.[١٥][١٦]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هو تاج محل