الصبر !!! كلمة لا مثيلَ لها فهي الحياةُ بحدِّ ذاتها ، فمن غيرها لا يوجد حلاوة إلاّ من جرّبَ الصبر وجرّبَ ما يأتي ما بعد الصبر ، والصبر قد يكرهها البعض وقد يبغضها لأنّهم لم يجرّبوها ، فالصبر يواسي الحزنَ ويواسي النّفس على أن تصبر لحكم ربّها ليعوّضها الله بأجمل ما تتمنّى لأنّ الله مع الصابرين إن صبروا ، فما أجمل الصبر بجمال ما يريحُها الله تعالى ، فهي هديّة تبعثها الى الله ويعطيكَ الله جزائهُ ، وهو باب من أبواب الجنّة (باب الصبر) لا يدخلها إلاّ الصابرون .
- الصبر : هو أن تمنعَ نفسكَ وتحبسها على ما تشتهيهِ وتحول بينها وبين نفسك ، والصبر بعد أن تحول بينها وبين ما تريدهُ أو ما تريد أن تصلَ إليهِ فهو يصاحبهُ حسنِ التحمّل .
*أنواع الصّبر :
- الصّبر على ما تشتهيهِ نفسك : الكثير منا يشتهي أشياء يرغبها والنفس هي التي مسؤولةٌ عن ذلك فهي أمّارةٌ بالسوء ، كشرب الخمر والزنا وما شابهها من شهوات ، وعندما تحول بينك وبين نفسك عن ما تريدهُ وتشتهيهِ فأنت تعلّم نفسكَ الصبر للبعد عن المعاصي لوجهِ الله الكريم وطلبِ رضاه ، فأنتَ يا أخي وأختي الكريمة تعلّمي نفسكِ الصبرَ حتّى يجازيكِ الله بما تشتهيهِ نفسك ولكن بما يرضي الله ، فأنت عندما تصبر على عدم إتّباع الشهوات كالزنا فثق تماماً أنّ الله سيرزقكَ زوجة كلّما نظرتَ اليها ترزقكَ الفرحة ... ولكن بالصبر يأتي ما تريدهُ .
- الصبر على ما تبغضهُ : يوجد الكثير من حولنا أشياء نكرهها في أشخاص أو أشياء أو على فعل الطاعة أو على فعل الخير دون أن يشكركَ أحدٌ عليها ، فالصبر في هذهِ الأمور هو عظيم فأنتَ عندما تصوم رمضان إيماناً واحتساباً لوجهِ الله وأنت تريد أن تأكل وتكون في قمّة العطش ، ولكن تصبر لوجهِ الله ، فهو صبر جميل وأجرهُ على الله وهو أعلم منّي ومنكَ بما سيجازيكَ عليهِ ، ومن ذاق طعمَ هذا الصبر يجازيهِ الله وهو يعلم بداخلهِ ما سيتجلب لهُ الأيّام .
- الصبر عند المصائب : من منّا لم يذق المصائب وما أوجعها على النفس وما أشدّها على من تقعَ عليهِ المصيبة ، كأن يموت أحد من والديك أو تفشل في العمل أو تذيقُ الدنيا بكَ بما رحبت ، بالمؤمن المحتسب الصابر أوّلَ ما تنزل عليهِ المصيبة يقول حسبي الله ونعمَ الوكيل شآء الله وما قدّر فعل ، فأنت تصبر لوجهِ الله تعالى وتقول أنّ الله قد أخذ وأعطى وهو أعلم منّي لأنّهُ كريم ، ثق تماماً أخي وأختي ستجدينَ مواسياً لكِ ورحيماً بكِ وسيزيل جرحكِ الذي سال إن تركتيهِ على الله ، ومن تركَ شيئاً على الله فهو حسبهُ .
- الصبر على الطاعات : جميعنا نصلّي ونصوم ونفعل الخيرات ونسامح من أساء إلينا ونصل الرّحم الى من لا يصل الرحمَ علينا ، ولا نسيء لأحد ولا نبغظ أحد ، فأنت تصبر على ما قد أمرنا الله بهِ وما علّمنا الرسولِ على فعلهِ ، فأنت هنا تصبر ولا تحزن أخي على من لا يقدّركَ ويشعركَ بما تفعل ، فإذا لم تجد من يحسن إليكَ في الدنيا فانظر الى السماء وستجد الله رؤوفاً رحيماً بكَ .
- الصبر على طلب العلم : جميع من يريد سلك هذا الطريق هو يعلم أنّهُ فيهِ المشقّة والتّعب والسهر لتنال العلم النافع الذي تريد أن تنتفع فيهِ في الدنيا ، وأن تجد لنفسك مكاناً بين النّاس ، فهو صبر وهو أعظم ما يطلبهُ العبد من ربّهِ أن يطلب العلم وستجدَ الله معك ويسهّلها عليك ولكن كن معل الله ولا تبالي فالله هو من سيبقى معك حتّى النهاية والجميع يتركونك ، وكن صابراً محتسباً سيجازيكَ الله بما تريد أو أفضل .