يعدّ الرشح من أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم؛ حيث إننا نادراً ما نجد شخصاً لم يُعانِ منه ولو لمرّة واحدة في حياته على الأقل. ينتج الرشح من الإصابة بعدوى فيروسيّة، وهو يؤثّر غالباً على الأنف والحلق والجيوب الأنفيّة بالإضافة إلى المجاري التنفسيّة العليا. تسبّب العديد من الفيروسات مرض الرشح، أبرزها كلٌّ من الفيروس الأنفي (راينو فيروس) الذي يكثر انتشاره في بداية فصل الخريف وفصل الربيع والصيف، ويسبّب شكلاً خفيفاً من مرض الرشح، وهنالك أيضاً الفيروس التاجي (كورونا فيروس) الذي يضمّ أنواعاً عديدة إلّا أن بعضها فقط يسبّب مرض الرشح.
تكثر الإصابات بفيروس الرشح في فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ومن الفيروسات التي تُسبّب مرض الرشح فيروس البارا إنفلونزا، والفيروس التنفسي المخلويّ، ويسبب هذان الفيروسان أمراضاً أكثر خطورة من الرشح كالتهاب الرئة مثلاً. لا يحتاج المريض بالرشح عادةً إلى مراجعة الطبيب؛ إذ غالباً ما يختفي المرض وحده في فترةٍ زمنيّة تتراوح ما بين أسبوع وأسبوعين، وغالباً ما يتم الخلط ما بين الرشح والإنفلونزا، وذلك للتشابه الكبير بين أعراضهما، ولكنّ أعراض الإنفلونزا تظهر بشكل مفاجئ، ويكون ألم الرأس والعَضلات والمفاصل أكثر شدّةً من ذلك عند مرضى الرشح، أمّا الرشح فتظهر أعراضه بشكلٍ تدريجيّ ويؤثّر غالباً على الأنف والمجاري التنفسيّة العليا بشكل رئيسيّ.[١][٢]
أعراض الرشحتختلف أعراض الرشح من شخصٍ لآخر، وعادةً ما تظهر خلال أيام بعد الإصابة بالفيروس، وهي على النّحو الآتي:[٣]
هنالك بعض الأعراض التي تجب مراجعة الطبيب عند الإحساس منها، ومنها:[٣]
نادراً ما يُسبّب مرض الرشح أيّة مضاعفات، لكن إذا ما انتشر الفيروس إلى الأعضاء المجاورة فقد يُسبّب التهابها كذلك، أمّا أبرز مضاعفات مرض الرشح فهي على النحو الآتي:[١]
يعدّ مرض الرشح أحد الأمراض المحدودة ذاتيّاً، وهي الأمراض التي لا بد أن تأخذ مجراها وتستمر لفترة معينة وتختفي أعراضها بعد ذلك، ونادراً ما تُسبّب مضاعفات، كما أنّها لا تلزم تناول الأدوية غالباً، ويبقى العلاج مُقتصراً على اتّباع بعض الإجراءات المنزليّة وتناول بعض أنواع الأدوية، خصوصاً تلك التي تُصرف دون وصفةٍ طبيّة، وذلك لمحاولة التخفيف من الأعراض حتّى يتسنّى لجهاز المناعة في جسم الإنسان مقاومة المرض، وينصح الأطباء بالتزام الراحة وتناول كميّات كبيرة من السوائل والحساء الساخن، لما لها من دور في تخفيف لزوجة البلغم وبالتالي تسهيل خروجه، مع تجنّب تناول المشروبات الكحولية وتلك المحتوية على الكافيين.
أظهرت بعض الدراسات أهميّة تناول الأطعمة الغنيّة بفيتامين C للتخفيف من أعراض مرض الرشح، ولتخفيف احتقان الحلق يُنصح المرضى بالغرغرة بالماء الدافئ والملح، ومن الخطأ تناول المضادّات الحيويّة لعلاج مرض الرشح دون استشارة الطبيب، وذلك لأنه مرض فيروسيّ المنشأ ولذلك لا فائدة من تناول المضادات الحيويّة، بل قد تزيد من شدّة الأعراض وتُضعف مناعة الجسم وتُساهم في زيادة مقاومة البكتيريا لهذه الأدوية مُستقبلاً.
بإمكان المريض تناول أنواع أخرى من الأدوية تهدف إلى تخفيف الأعراض المصاحبة لمرض الرشح، وأبرز هذه الأدوية مُسكّنات الألم وخافضات الحرارة مثل دواء أستامينوفين، وأيبوبروفين، والأسبرين، ويجب عدم إعطاء هذا الأخير للأطفال لتَسبّبه ببعض المضاعفات الخطيرة، وبالإمكان استخدام مضادّات الاحتقان مثل دواء سودوفيدرين، الذي قد يُسبّب ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناولها من قِبل الأشخاص الذين يُعانون من أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وكذلك مضادّات الهيستامين للتخفيف من احتقان الأنف والسيلان.[٤][٥]
لعلاج السعال المصاحب للرشح يَنصح الأطبّاء بتناول الأدوية المضادة للسعال، مثل دواء ديكستروميثورفان، خاصةً إذا كان السعال شديداً ويؤثّر على راحة المريض، أمّا إذا لم يكن كذلك، فمن الخطأ منع السعال كونه يعتبر رد فعلٍ طبيعيّ لجسم الإنسان جراء وجود البلغم والميكروبات في المجاري التنفسيّة التي يُساعد السعال على إخراجها.[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هو أفضل علاج للرشح