عندما بعث الله تعالى الأنبياء في مختلف الفترات لدعوة الناس وهدايتهم، كانوا يعانون من صد المشركين ورفضهم للدعوة ومحاولة إلحاق الأذى بالأنبياء وبكل من تبعهم، ومن الأنبياء الذين كانوا على علمٍ بخروجهم من بلادهم بسبب كفر أقوامهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم، فقد أخبره ورقة بن نوفل ابن عم السيدة خديجة وعالم الأديان بأنه سيهاجر من بلده بسبب اضطهاد الكفار، وفعلاً هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة.
تعريف الهجرة النبويةالهجرة النبوية هي انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلّم من موطنه مكة المكرّمة إلى المدينة المنورة، والاستقرار فيها، وتأسيس الدولة الإسلامية.
أحداث الهجرة النبويةوقد بدأت الهجرة النبوية إلى المدينة بهجرة الكثير من الصحابة فرادى وبشكلٍ خفي، وبعضهم هاجر علناً، وحاولت قريشٍ التأثير فيهم بكافة الطرق لعرقلة هجرتهم، فاستخدموا المال والتعذيب وتفريقهم عن الأهل إلّا أنهم لم يفلحوا فقد نزل أمر الله تعالى.
وعندما أذِن الله تعال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم بالهجرة واللحاق بالصحابة، ذهب متخفياً في وقت الظهيرة إلى بيت صديقه أبي بكرٍ رضي الله عنه وأخبره بأمر الهجرة، فاستأذن أبو بكرٍ في رفقته فأذن له النبي، وفي تلك الأثناء كانت قريشاً تحيك مؤامرة قتل النبي على يدي مجموعةٍ من فرسان مكة ليضيع دمه بين القبائل.
غادر النبي صلى الله عليه وسلّم وصديقه أبو بكرٍ من الباب الخلفي لبيته عليه الصلاة والسلام، وقد خلف علي بن أبي طالبٍ ليبيت في فراشه في تلك الليلة ويؤدي أمانات الناس، وخرجا في الليل متخفيين حتى يخرجا من مكة المكرمة قبل الفجر.
سلك النبي وأبو بكرٍ طريقاً مغايراً للطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة لعلمه ببحث قريش عنه في الصبح، واختبآ في غارٍ يدعى غار ثور، وقد كان دليلهما في سفرهما رجلًا مشركًا من بني الديل، يُقال له: عبد الله بن أُريقط خِرِّيتًا.
وبدأت قريشٍ البحث عن النبي وصاحبه في الصباح الباكر واستطاعوا الوصول إلى غار ثور، ولكن حفظ الله تعالى لنبيه وصاحبه منع الفرسان من العثور عليهما، فعادوا خائبين، وبقي النبي وصاحبه في الغار ثلاث ليالٍ ثم انطلقا يكملان المسير حتى وصلا إلى المدينة بعد تجاوز المصائب والتعب والمشقة في سفرهما.
أسباب الهجرة النبويةالمقالات المتعلقة بما معنى الهجرة النبوية