كثيرة هي الطاعات و الأعمال الصالحة التي يستطيع المسلم أن يتقرب بها الى الله سبحانه و تعالى ، فالصدقة و تفريج كربات المسلمين و إعانتهم هي من الطاعات ، و إنّ كل عمل يبتغي فيه المسلم وجه الله تعالى هو من الطاعات و العمل الصالح حتى اللقمة يضعها في فيّ امرأته يثاب عليها ، و كما قال نبينا عليه الصلاة و السلام : " في كل كبد رطبة أجر " ، و ما نحن بصدد الحديث عنه هنا هو إغاثة الملهوف ، فمن منا لم يتعرض في وقت من الأوقات لضيق أو كرب فيحتاج الى من يغيثه و ينجده ، فالإغاثة من الغوث و هي النجدة و العون فأحياناً ترى إنساناً كان غنيّاً عنده من المال الكثير و إذا به تحل به مصيبة فتفقره فيتبارى أهل الخير و يتنافسون على عونه و سد حاجته ، و ترى آخر قد أصابته الأوجاع و الأسقام فأصبح عاجزاً لا يستطيع أن يأتي بقوت يومه فيأتيه أهل الخير و يدفعون له الصدقات و زكاة مالهم ليسدوا رمقه و حاجته ، و مما نرى في وقتنا الحاضر الكثير من المشاهد التي ترى فيها إغاثة للملهوفين فحينما خرج اللاجئين من فلسطين أسّست وكالة لهم سمّيت وكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين إنبرت في تقديم خدماتها لمن شردوا و هجّروا من ديارهم ، و مما لا يخفى على أحد أّنه و على الرغم من أنّ أصحاب فكرة هذه الوكالة هي الإمم المتحدة إلا إنّ من يباشر العمل فيها هم أغلبهم مسلمون و كذلك من يدعمها مادياً هم الدول العربية و الإسلامية فكل ذلك من أشكال الإغاثة و النّجدة و العون للمحتاج و الملهوف ، و المسلم وهو يقف الى جانب أخيه يجب أن يدرك أنّه ممكن أن يقع يوماً ما و يحتاج الى من يقف معه فأحوال الدنيا متغيّرة متقلّبة و لا يدوم حال لأحد فرب غنيّ ظنّ نفسه ملك الدنيا بماله إذا أمر يحلً به و مصيبة تغافله فيفقد ماله و يفتقر ، و رجل قد أعطاه الله صحة في بدنه و قوة إذا به يطرق بابه المرض ، و مما لا شك فيه أنّ عمل الطاعات و منها إغاثة الملهوف تقرّب العبد إلى ربه فينال رضاه سبحانه و كلّما تقرّب العبد إلى ربه بالطاعات و النوافل أحبّه الله و في الحديث القدسي ما يزال عبدي يتقرب اليّ بالنّوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به و بصره الذي يبصر و يده التي يبطش بها و رجله التي يمشي بها و لأن سألني لأعطينّه و لإن استعاذني لأعيذنّه " ، جعلنا الله ممن يرضى الله عنهم بفعل الطاعات و اجتناب المنكرات .
المقالات المتعلقة بما معنى اغاثة الملهوف