لقد اختلف تعريف مفهوم والمقصود من كلمة ومصطلح السّماء ولون السّماء عبر الأزمان المختلفة ، ولكن المتفق عليه منذ القديم حتى زمننا الحالي هو أنّ لون السماء هو اللون الذي نراه عندما ننظر إلى الأعلى من فوق سطح الأرض ، وكلّما تغير اللون الذي نراه يكون هو لون السماء في تلك اللحظة ، فيمكن أن يكون اللون أسوداً في الليل ، ويمكن أن يكون تدرجات اللون الأزرق أو الأبيض أو الرمادي أو الأحمر أو البنفسجي أو تدرجات أي لون من ألوان الطيف الأخرى ، ويمكن أن يتفرد فيها لون واحد مع تدرجاته ، أو أن يمتزج فيها أكثر من لون واحد مع تدرجاتهم ، ولكن ما تعريف السماء أولاً ؟
في العصور القديمة كان النّاس يعتقدون أنّ السماء عبارة عن سقف ملموس يمتد فوق سطح الأرض ، وأنّها بعيدة عن أن يطالها الإنسان بالوسائل المستخدمة إليه ، حتى أنّ أحد الفراعنة المصابين بجنون العظمة أمر أتباعه أن يبنوا له سلماً عالياً ظناً منه بأنّه سوف يمسك بيده السماء ، ولكن مع العلم الحديث ، وتوصل العلم للاكتشافات الحاليّة فيما يتعلّق بكروية الأرض وماهية الغلاف الجوي الذي يحيط بها ، توصل الناس أنّ السماء ليست سقفا أو جداراً وإنّما هي الفضاء الشاسع الممتد على طول مدى البصر ، وما بعد البصر في كون مترامي الأبعاد والأطراف ويتّسع ويكبر باستمرار .
واكتشف العلماء بأنّ لون السماء ما هو إلا انعكاس ضوء الشمس على غلاف الأرض الجوي المشبع بمعظمه بالنيتروجين ويليه الأكسجين ، وهذا الانعكاس للضوء عليه يعطينا اللّون الذي نراه للسماء في تلك اللحظة ، والذي يتغيّر حسب توافر الضوء وشدّته ، حتى أن هذا اللّون للسماء على الأرض يختلف عنه للون السماء التي نراها ونحن على كوكب آخر ، فما نراه من لون منها في يوم مشمس صيفي على سطح الأرض باللون الأزرق ، سنراه على كوكب آخراً يحمل لوناً أحمراً وداكناً، أو أسوداً سواءاً في اللّيل أو في النّهار وفي كافة الفصول والأوقات ، إذن فلون السّماء هو اللون الذي نراه من انعكاس الضوء على الفضاء من حولنا في المكان والزمان الذي نحن فيه .
المقالات المتعلقة بما لون السماء