ما سبب قيام الدولة العباسية

تُعدّ الدّولة العباسيّة من الدّول التي تَعاقبت على حكم الأمّة الإسلاميّة بعد سقوط الدّولة الأمويّة، وقد جاء تأسيس تلك الدّولة في مرحلةٍ حرجةٍ في تاريخ الدّولة الإسلاميّة، فقد كثُرت الخلافات في أوساط الدّولة الأمويّة وظهرت بوادر الانشقاق فيها، كما ساهمت عوامل كثيرة حينئذٍ في إطلاق رصاصة الرّحمة على نظام الدّولة الأمويّة الذي استمرّ لما يقارب تسعين سنة، فما هي أبرز الأسباب التي أدّت إلى قيام الدّولة العباسيّة؟

• ضعف الخلافة الأمويّة، وقد بدت ملامح هذا الضّعف والانشقاق تظهر بعد وفاة الخليفة الأمويّ هشام بن عبد الملك؛ حيث أعقبه في الحكم ابن أخيه الوليد بن يَزيد الذي عُرِف عنه المجون والانشغال بملذّات الدنيا، كما ساهم انتشار الظّلم في تأليب النّاس على الأمويّين، وبعد أن بلغت الدّولة الأمويّة أوج توسّعها في عهد سلفه هشام بن عبد الملك، بدأت الخلافات تظهر بين أفراد الأسرة الحاكمة، وقد وصل بهم الأمر إلى الاقتتال إلى أن تولّى الحكمَ مروان بن محمد؛ حيث حاول حشدَ جيشٍ لاسترداد ما خسرته الدّولة الأمويّة من الأمصار، ولكن دون جدوى؛ إذ هُزم في معركة الزّاب الشّهيرة على يد العباسيّين في سنة 132 للهجرة.
• ظهور الدّعوة العباسيّة، وقد كان مركز تلك الدّعوة في بلدة الحميمة في الأردنّ؛ حيث يُروى أنّ الخليفة الأمويّ أقطعها لعليّ بن عبد الله بن العباس ليعيش فيها، كما يُروى أنّه في عهد الخليفة الأمويّ سليمان بن عبد الملك قدِم عبد الله بن محمّد الملقّب بأبي هاشم إلى الخليفة ثمّ عاد مريضًا لتسري شائعات أنّه قد سُقي السّمّ من قبل الخليفة الأمويّ، وعندما وصل الخبر إلى محمّد بن عليّ بن العباس في الحميمة أخذ على عاتقه الثّأر لابن عمّه أبي هاشم، وكان ذلك في سنة 99 للهجرة، وقد اختار لذلك عدداً من الدّعاة تركّزوا في الكوفة وخراسان، وعندما توفّي حمل راية الدّعوة العباسيّة ابنه إبراهيم بن محمّد؛ حيث أكمل مسيرتها حتّى قبض عليه من قبل الخليفة مروان بن محمد وقبل أن يموت في سجنه أوصى أخاه عبد الله أبا السّفاح ليكون إمامًا للدّعوة العباسيّة، فأعلن على منبر مسجد الكوفة فيما بعد أنه أوّل خليفةٍ عباسيّ.
• ظهور عددٍ من القادة العسكريّين الذين ساهموا بشكلٍ قويّ ومباشر في توطيد أركان الدّولة العباسيّة، وعلى رأسهم أبو مسلم الخراسانيّ.
• النّزاعات الطّائفيّة التي برزت في أواخر العهد الأمويّ؛ حيث ساهم تعيين نصر بن يسار المضريّ والياً على خراسان في تأليب قبائل اليمانيّة في خراسان، ممّا عزّز موقف العباسيّين فيها لتكون منطلقهم إلى الشّرق.