لحياة زوجية رائعة ومثالية يجب على الزوجين أن يبذلا جهدها في محاولة بناء أسرة سعيدة ومتكافلة، ولا يقتصر هذا الجهد على طرف واحد فقط. وقد تتعرض الحياة الأسريّة لبعض المشاكل والتي من الأصح مواجهتها وتصحيح الأخطاء. هناك بعض المشاكل التي قد تؤدي إلى هدم الحياة الأسريّة بالكامل، ومن هذه المشاكل مشكلة "الخيانة الزوجيّة". فما هي أبعاد هذه المشكلة؟ وما هو الحكم الشرعي ورأي الدين الإسلامي الحنيف في هذه المشكلة؟
إنّ الخيانة الزوجيّة هي أن يقوم أحد الزوجين بخيانة الآخر، وذلك من خلال إقامة علاقة غير شرعية مع طرف ثالث، سواء أكان قام بهذه العلاقة الزوج أو الزوجة. وهي علاقة محرّمة على جميع الأصعدة، بغضّ النظر إن وصلت إلى حدّ الزنا أم لم تصل، وتشمل هذه العلاقة المواعدات السريّة واللقاءات والخلوات المحرمّة، وحتى المكالمات الهاتفية تكون من ضمن الخيانة.
قد يكون للخيانة الزوجية أسباب ودوافع يبررها الطرف الخائن، على الرغم من عدم قبولها أو اعتبارها كمبرر أو عذر مقبول. فقد يلجأ الزوج للخيانة أحياناُ لعدم شعوره بالرضى الكامل من زوجته، أو إهمالها بنفسها وبه، أو عند تقصيرها في إعطائه حقوقه الزوجية، وهنا قد يبحث الزوج عن إمرأة أخرى يرى فيها ما ينقص زوجته، بحسب تفكيره. وقد تكون كثرة الخلافات الزوجية بين الزوجين تدفعهم إلى البحث عن الأمان عند طرف آخر، وأحياناُ الملل والروتين القاتل في الحياة الزوجية قد يلعب دوراُ في ذلك كذلك.
لا يمكننا دائماً لوم المرأة لخيانة زوجها لها، فأحياناً قد يلجأ البعض للخيانة الزوجيّة بسبب الإختلاط الغير شرعي سواء أكان ذلك في العمل، أو في المناسبات. وقد يكون الأمر كذلك بسبب عدم إنعدام الوازع الدينيّ الذي يسمح الشخص لنفسه عندها بإرتكاب المحرّمات، كما أنّ رفقاء السوء للزوج والزوجة قد يلعبون دوراّ في ذلك.
أمّا فيما يتعلّق بحكم الشرع في الخيانة الزوجيّة فهي تعتبر من المحرّمات وكبيرة من الكبائر والسبع الموبقات، والتي يستوجب فيها تطبيق الحكم الشرعيّ في حدّ الزنا في ذلك، وهي للخائن المتزوج الرجم حتّى الموت إن ثبت عليه ذلك. ولا يقتصر مفهوم الخيانة الزوجية المحرّمة هنا على "الزنا" فقط، وإنما إقامة أيّة علاقة غير شرعية تعتبر من باب "الخيانة" لأنّ الخيانة هي صفة المنافقين. أمّا الحكم القانوني في ذلك، فعندما يصل حدّ العلاقة إلى "الزنا"، في هذه الحالة فقط يعاقب القانون على ذلك.
المقالات المتعلقة بما حكم الخيانة الزوجية