ما حكم التصوير

ما حكم التصوير

من الأمور التي انتشرت و شاعت في مجتمعاتنا و تعاملاتنا مسألة الصّور و التّصوير ، فمن منّا لا يتناقل الصّور بين أصدقائه و أقاربه و يتبادلها ، و من منّا لا يحتفظ بصورٍ له و لأقربائه و أصدقائه تبحر به بعيداً في ذكريات الزّمن السّابق ، فالصّورة بلا شكٍ تحفظ ذكريات الإنسان عبر حياته الطّويلة ، و تؤرّخ لمواقف و أحداثٍ و شخوص ، و هي وسيلةٌ لتبادل المعرفة و العلوم المختلفة بأسلوبٍ سهلٍ واضح ، فالصّورة هي أبلغ بيانٍ كما قيل ، و إن دخلت التّكنولوجيا الحديثة ببرامجها المختلفة و أدواتها التي تمكّن الخبراء من تغيير الصّور و التّعديل عليها و ربما أساء البعض استخدام تلك الأدوات أحياناً كثيرةً للإساءة للنّاس ، و يتكلّم النّاس كثيراً في وقتنا الحاضر عن الصّور و التّصوير في ظل انتشارها ، و هل هي جائزةٌ شرعاً ، دعونا نتكلم باختصارٍ عن حكم الصّور و التّصوير ؟ .

ينقسم التّصوير عموماً إلى قسمين منه التّصوير الذي عرفته البشرية قديماً ، حيث كانوا يعملون على تجسيد شخوصٍ يحترمونها أو يقدّسونها ، فينحتون تماثيل من الصّخر على هيئة من يحبون ، و هذا الشّكل من التّصوير استمر منذ القدم و حتّى الوقت الحاضر ، و هناك التّصوير الفوتوغرافيّ الذي عرفه الإنسان حديثاً ، حيث يقوم النّاس و من خلال آلة التّصوير التي تسمّى الكاميرا بتصوير الإنسان و الحيوان و الجمادات ، و إنّ حكم التّصوير بنوعه الأول هو التّحريم قطعاً لأنّ هذا النّوع من التّصوير فيه تجسيدٌ لذوات الأرواح و مضاهاة لخلق الله ، و لا ريب بأنّ الخلق هم صنعة الله وحده ، فلا ينبغي للبشر أن يحاولوا صنع صورٍ يشابهون فيها خلق الله ، و قد ثبت تحريم هذا النّوع من التّصوير في الحديث عن النّبي صلّى الله عليه و سلم بأنّ أشدّ النّاس عذاباً يوم القيامة هم المصوّرون ، يقال لهم أحيوا ما خلقتم ، أمّا التّصوير الفوتوغرافي فقد اختلف العلماء فيه و القول الرّاجح في المسألة هي عدم التّحريم مطلقاً ، لأنّ الصّور الفوتغرافية إنّما هي انعكاس لخيال الإنسان و ليست صورةً حقيقيّةً لها خيال كالتّماثيل ، و هذا القول يغلب قول من قال بأنّها محرّمةٌ في حال عدم الحاجة لها أو لعدم الضرورة .

المقالات المتعلقة بما حكم التصوير