يستخدم الإنسان نوعان من التقويم، وهما : التقويم الميلادي وهو المتعارف عليه والمستخدم من قبل غالبية الناس في أيّامنا هذه، والتقويم الهجري، والسنة الهجرية تضمّ اثنا عشر شهر؛ بحيث تكون بدايتها مع حلول أوّل يوم من شهر محرم، ونهايتها مع نهاية آخر يوم من شهر ذي الحجّة، وكل شهر من هذه الشهور مبارك وله فضل كبير، لكن شهر ذي الحجة يتميّز عن باقي الأشهر بأنّه شهر الحج، فقد سمّي بهذا الاسم لأنّ المسلمين من جميع أنحاء العالم في هذا الشهر يتوجّهون إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، ويعتبر ذي الحجّة الشهر الأخير من الأشهر المعلومات التي ذكرها الله جلّ وعلا في كتابه الكريم قائلاً : "الحج أشهرٌ معلومات"، والأشهر المعلومات تبدأ مع حلول اليوم الأوّل من شهر شوال، وتنتهي بانتهاء اليوم العاشر من ذي الحجة.
وللمسلمين عيدان فقط في السنّة وهما: عيد الفطر، والّذي تكون مدته يوم واحد، والعيد الثاني هو عيد الأضحى المبارك، والّذي يبدأ بحلول اليوم العاشر من ذي الحجّة، وينتهي بإنتهاء اليوم الثالث عشر من ذي الحجّة؛ أي أنّ مدّته الشرعيّة هي أربعة أيّام؛ بحيث يكون اليوم الأول هو عيد الأضحى بينما الأيام الثلاثة الباقية هي أياّم التشريق التي تمّ إلحاقها بالعيد، فكما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: " يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهي أيامُ أكلٍ وشربٍ".
وعيد الأضحى هو تذكير لجميع المسلمين بقصّة سيّدنا إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام، والتي رأى فيها سيّدنا إبراهيم أنّه يذبح ابنه إسماعيل في منامه، فامتثل سيّدنا إبراهيم لأمر الله عزّ وجل، وذهب إلى ابنه إسماعيل حتى يذبحه، فما كان من سيدنا إسماعيل إلّا أن أطاع أمر الله عزّ وجل وأمر أبيه، وقدّم نفسه إلى أبيه ليذبحه، إلّا أنّ الله جل وعلا افتداه بكبش من الجنة، وهذا هو سبب قيام المسلمين في كلّ عيد بالتضحية بأحد الأنعام، وبعد ذبحها يتمّ توزيع لحم هذه الأضحية على الفقراء والمحتاجين تقرّباً إلى الله سبحانه وتعالى، كما جاء في قوله الكريم جلّ وعلا: "لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم".
أحكام الأضحيةحتّى يستطيع المسلم التضحية، يجب أن يلتزم بأحكام الأضحية، والتي هي كالآتي:
أمّا بالنسبة للأمور التي يجب أن يلتزم بها المضحّي، فهي:
عدم قصّ الشعر أو الأظافر أو أخذ أي جزء من البشرة، في حال دخوله اليوم العاشر من ذي الحجّة، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام : "إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحّي فلا يأخذنّ من شعره ولا من ظفره شيئاً حتّى يضحّي"؛ فقد نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام عن فعل ذلك لأنّه يعتبر من الأفعال المكروهة، وقد أتت الحكمة من هذا النهي لتبقى جميع أجزاء جسم المسلم كما هي دون المساس بها، وذلك لأنّ الله عزّ وجل يغفر للمضحّي بأوّل قطرة دم تنزل من الأضحية مغفرةً كبيرة تشمل جميع أجزاء جسده حتى الشعر والأظافر والبشرة، كما أنّ الحكمة من ذلك أيضاً هي التشبّه بحجّاج بيت الله الحرام، والله أعلم.
المقالات المتعلقة بما الحكمة من عدم قص الشعر للمضحي