يتحتم أحياناً على الإنسان أن يمر بظروف قاسية و مؤلمة في هذه الحياة ، فلا بد من وجود تقلبات مزاجية يشعر بها الإنسان بين الحين والآخر . لكن لا يوجد سبب إلا بوجود مسبب بالضرورة له ، فلا يشعر الإنسان بالضيق فجأة هكذا دون سبب ، فضغوطات الحياة و كثرة الإلتزامات و الإعباء المادية و المسؤولية أحياناً الزائدة المترتبة على كاهل الآباء كل ذلك يؤدي إلى الشعوربالضيق تدريجياً و دون وجود مقدمات ، فيشعر الإنسان بالإختناق و عدم الإرتياح النفسي شيئاً فشيئاً.
لكن الله تعالى أنعم علينا بنعمة الإسلام ، فالدين الإسلامي يحوي بداخله الكثير من العبادات اليومية التي تؤدي بشكل أو بآخر مباشراً كان أم لا إلى الارتياح و الشعور بالطمأنينة النفسية كذلك .
و من هذه العبادات الصلاة ، فقد قال الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم للصحابي الجليل بلال بن رباح – رضي الله عنه - : " أرحنا بها يا بلال " ، فتعد الصلاة علاجاً لكثير من الأمراض النفسية التي تضيق حياة المسلم و تكدر صفو المعيشة الحياتية ، والسر في الراحة التي يشعر بها الإنسان عقب القيام بالصلاة ، أن الصلاة تحوي الكثير من الأمور التي تذهب كل ما في الإنسان من هم و غم و حزن و كدر ، فالمسألة الرئيسية والمهمة الأولى لإبعاد الضيق والإحساس بالراحة النفسية هي المداومة و الإلتزام بالفروض اليومية للصلاة .
كما تعمل الصلاة على إراحة العقل من الوساويس الشيطانية و كل الأفكار التي تعكر مزاج الإنسان و تشعره بالشتات و الضياع النفسي شيئاً فشيئاً . و ينصح بالصلاة في المسجد جماعة مع الناس كي لا يشعر الإنسان بالوحدة و الضيق ، و ليشعر بحلاوة الرحمة و الراحة الجماعية . كما قال الله تعالى في كتابه العزيز : " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى " سورة البقرة ( 238 ). الصلاة تبعد الإنسان عن التكاسل بالعبادات الأخرى ، كما تعمل على تنشيط الإنسان بالحياة العملية ، و تركيزه بمسائل تفيده شيئاً فشيئاً في حياته .
وحسب ما ذكر الأطباء في العصر الحديث أن الإنسان حينما يؤدي حركات الصلاة على اختلافها ، تعد حركات رياضية و تمرينية تساعد على الحفاظ على ليونة الجسد ، و حينما يضع الإنسان رأسه على الأرض عند السجود في الصلاة عند الإلتزام بأوقاتها تتفرغ كامل الشحنات و الطاقات السلبية من الجسد و تتسرب إلى الأرض ، فيشعر تلقائياً الإنسان بالراحة النفسية التامة .
المقالات المتعلقة بماذا افعل عندما اشعر بالضيق