عاشوراء في اللغة العربية تعني العاشر ، ويشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر ، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين ، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تماماً عن عاشوراء الخاص باليهود .
هذا اليوم هو العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري ، يراه أهل السنة يوماً يستحب الصيام به اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه و سلم ، فالبعض يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صامه ، والبعض يراه مستحباً لأن أحداثاً عظيمة حدثت فيه ولو أن ليس هناك ما يؤكد وقوعها في هذا اليوم بالذات ، ومن هذه الأحداث أن الكعبة كانت تكسى بهذا اليوم في زمن الجاهلية ، وأن الله قد أنجى يونس من بطن الحوت في هذا اليوم ، وأنجى نوح ومن معه ، وأرجع يوسف إلى أبيه ، والكثير من المنح الإلهية للأنبياء يراها بعض العلماء السنة و جمهور علماء الشيعة قد تمت بهذا اليوم ، وقد نقل حديثاً للرسول على لسان مسلم أن صيام عاشوراء " يمحي ذنوب سنة قبله " ، ولكن بعض علماء السنة يرفضون هذه التحليلات ويرون أنه يعتبر يوم مستحب صيامه لما فيه من خصوصية ولكن بدرجة متشابهة مع سائر الأيام .
أما المسلمون الشيعة فهم يرون ان هذا اليوم هو يوم مقدس بسبب ذكرى مقتل الحسين في العاشر من شهر محرم سنة واحد و ستون من الهجرة ، بعد حصاره هو و أهل بيته ثلاثة أيام في صحراء كربلاء دون ماء و غذاء من قبل جيش يزيد بن معاوية ، ثم قتله هناك بحيث لم يبق من أهل بيته سوى رضيع مريض . يرى الشيعة كما يرى بعض المؤرخين بأن هذه الواقعة هي واقعة انسانية أكثر منها دينية ، وهي تمثل الثورة ضد الظلم والمغالاة ، وثورة صاحب حق يثأر لحقه ، وقصة الحصار وكيف تمت بأن ينادى الحسين لكي يأخذ حقه بالحكم و من ثم تكون هذه خديعة من أهل العراق فتتم محاصرته هو و من معه و قد أعطي الأمان مسبقا ثم قتلهم بطريقة غير إنسانية تعبر عن مجالات عدة في الحياة ، خاصة طائفة الإثنى عشرية الذين يؤمنون بأن الحسين رضي الله عنه حفيد الرسول كان على علم تام بما سيحصل ومع ذلك ذهب لأنه ذاهب لنيل حق ، وبالتالي يجب على الإنسان أن يطالب بالحق حتى لو أودى به ذلك إلى التهلكة .
يمارس الشيعة في كل مكان طقوساً معينة للتعبير عن تضامنهم مع الحسين أهمها توزيع المياه للتعبير عن عطش الحسين ، وبعضهم يقيمون طقوساً منذ بدء محرم حتى اليوم العاشر منه تتمثل في الحزن والبكاء ورواية حكاية الحسين والعبرة المأخوذة منها والبكاء تأثراً واللطم أحياناً والبعض يقوم بعملية التطبير .
و شيعة العراق فهم بالإضافة إلى التضامن و التأييد و الشعور مع الحسين بما أصابه فهم يضيفون لذلك الندم على ما فعله أسلافهم من خديعة أودت بحياة الحسين و بعضهم يقوم بجلد نفسه بالسلاسل ، وبعض أئمة الشيعة يرفضون هذه الممارسات ويعتبرونها غلواً وليس منها شعوراً بالحسين أو ما أصابه وليس منها ما هو عبرة كما أراد لها الحسين رضي الله عنه أن تكون .
المقالات المتعلقة بلماذا سمي عاشوراء بهذا الإسم