تعتبر اللغة العربية من اللغات السامية التي انتشرت بصورة كبيرة في العالم أجمع، ويقدر عدد الناطقين بها حوالي مئتين وأربعة وأربعين مليون نسمة، واستمدت قيمتها العالية عند العديد من الشعوب كونها لغة القرآن الكريم.
وتستخدم اللغة العربية في صلاة المسلمين، وفي تلاوة القرآن، إضافةً إلى أنّها لغة الطقوس الدينيّة في الكنائس، والأديرة، وتأثرت اللغات الأخرى التي كان يُنطق بها في الأماكن التابعة للعالم اللإسلامي كالفارسيّة، والكرديّة، والتركيّة باللغة العربية.
سبب تسمية اللغة العربية بلغة الضاديعد حرف الضاد حرفاً من حروف الهجاء في اللغة العربية، وهو يتمتع بمكانة مميّزة عند العرب، إذ أطلق على اللغة العربية مصطلح "لغة الضاد"، وهناك عدة أسباب دفعتهم لإطلاق هذا المسمّى على لغتهم، وهي:
مصطلح "لغة الضاد" لم يوجد منذ القدم، ولم يكن معروفاً في زمن الجاهليّة، وصدر الإسلام، والعصر الأموي؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنّ قيمة حرف الضاد برزت منذ أن تعرّب العجم، وذلك لعجزهم عن نطق هذا الحرف، ومن هنا جاء اهتمام علماء اللغة العربيّة بدراسة هذا الحرف.
ظهر هذا المصطلح بالتحديد في نهاية القرن الثاني، وبداية القرن الثالث الميلادي، وهي الفترة التي برز فيها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وسيبويه، والأصمعي، فالأصمعي يقول "ليس للروم ضاد".
هناك العديد ممّن يخلطون بين حرفي "الضاد" و"الظاء"، ونتيجة لهذا الخلط ألف العديد من اللغويين رسائل تميّز بين الحرفين، ومنها "أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء" لابن قتيبة، ورسالة "الفرق بين الضاد والظاء" للصاحب بن عباد، و"مقامة الحريري" التي تتألف من تسعة عشر بيتاً مكوّناً من قدر كبير من الألفاظ الظائية، ومنها:
أيها السائلي عنِ الضّـادِ والـظّـا
ء لكَـيْلا تُـضِـلّـهُ الألْـفـاظُإن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ
ها استمـاع امرئ له استيقاظهي ظمياء والمظالم والإظ
لام والظلم واللحــــــــــــــاظبالرغم من بروز ظاهرة التأليف في الضاد، وإظهار تميّز واختصاص اللغة العربية بها، إلا أنّ مصطلح "لغة الضاد" لم يكن قد أطلق عليها بعد، ويُعتقد أنّ أبيات شعر المتنبي التي تمتاز بالفخر كانت هي الممهدة لإطلاق هذا المسمّى على لغتنا، وأبياته هي:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي
وبنفسي فخرت لا بجدوديوبهم فخر كل من نطق الضـــا
د وعوذ الجاني وغوث الطريدالمقالات المتعلقة بلماذا تسمى اللغة العربية بلغة الضاد