في عام ألفٍ وتسعمائة وثمانية عشر ظهر فيروس جديد تسبّب في قتل ما بين خمسين إلى مائة مليون إنسان، منهم من ماتوا في غضون ساعات من ظهور أعراض المرض، ومنهم من عانوا لفتراتٍ طويلة من الأعراض وتعايشوا معه.
بقي أصل مرض الإيدز غامضاً؛ حيث ظلّ العلماء صامتين عنه مدّةً طويلة، بعض الأصوات المعزولة تجرّأت على طرح أسئلة حوله، والبحث عن طريقة لخرق قانون الصمت عنه؛ وذلك بسبب الطريقة التي ينتقل بها المرض والتي تخالف وتخدش الحياء العام بين الناس؛ حيث لم يُعرف فيروس HIV حتى عام ألف وتسعمئة وثلاثة وثمانين عن طريق طبيبين فرنسيين من معهد باستور في فرنسا؛ حيث اكتشف هذان الطبيبان أنّ هذا الفيروس يتسلّط على الخلايا المناعية الكبرى في الجسم ويدمرها، قاضياً بذلك على الجسم بالتدريج.
وجد العلماء بعد بحثٍ طويل في أصول فيروس الإيدز فيروساً مشابهاً له في قردة الشمبانزي وكان ذلك عام ألف وتسعمئة وتسعة وثمانين، وقد أطلق عليه فيروس HIS لتشابهه بشكل كبير مع الفيروس المُسبّب لمرض الإيدز. بدأ وباء الإيدز في شمال شرق أوغندا؛ حيث حصد آلاف الأرواح من أبنائها، وامتدّ في إفريقيا، والولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاً في مناطق تجمّع الشواذ، والمثليين، ومدمني المخدرات، ليصل عدد الوفيات من هذا المرض الخطير إلى ستّةٍ وعشرين مليون وفاة، وأربعة ملايين شخص مصاباً بالمرض.
أعراض مرض الإيدزيُعرف هذا المرض عموماً أو في الأوساط الطبية والعلمية باختصاره الإنجليزي إيدز، وباللغة الفرنسية السيدا، وهو فيروس يسبّب نقص مناعة الإنسان بمعنى متلازمة نقص المناعة المكتسبة؛ بحيث يصبح الجهاز المناعي ضعيفاً جداً أمام هجوم الأجسام الغريبة إليه، ويعجز عن صدّ هجومها، وبالتالي يتدمّر الجهاز المناعي بشكل كامل، ومن أعراض هذا المرض:
هذه الأعراض تبقى لمدّة أسبوع أو أسبوعين ومن بعدها تختفي، ويبدأ جسم المصاب بالانهيار شيئاً فشيئاً إلى أن يموت، وتختلف مدّة مقاومة المصاب بالمرض تبعاً لقدرة جهازه المناعي على المقاومة، فمن المصابين من يموت فوراً، ومنهم من يعيش شهوراً يقاسي شدّة وطأة المرض عليه.
طرق انتقال الإيدزالمقالات المتعلقة بكيف ينتقل مرض الإيدز بالتفصيل