علاج احتقان البروستاتا

علاج احتقان البروستاتا

البرُوسْتاتَا

البرُوسْتاتَا جزءٌ من الجهاز التناسليّ الذكريّ، وهي غُدّةٌ صغيرة تُشبه حبّة الجَوز في الشّكلِ والحجمِ، تقع هذه الغدّة تحت المثانة وأمام المُستقيم، وتُحيط بالإحليل في مكان خروجه من المثانة. تعمل البروستاتا على إفراز جزء من السّائل المَنَوِيّ الذي توجد فيه الحيوانات المَنَوِيّة. يُعاني الكثير من الرّجال من المشاكل الصّحيّة المُتعلّقة بالبروستاتا، ومن أكثر هذه المشاكل شيوعاً تضخّم البرُوسْتاتَا، وسرطان البرُوسْتاتَا، والتهاب البرُوسْتاتَا.[١]

تشخيص أمراض البرُوسْتاتَا

تتشابه أعراض المشاكل الصحيّة المُتعلّقة بالبرُوسْتاتَا، لذلك يُقرر الطّبيب طبيعة مشاكل البرُوسْتاتَا من خلال الإجراءات الآتيةِ :[٢]

  • دراسة التّاريخ الطبيّ والعائليّ للمريض.
  • الفحص السريريّ ويشمل:
    • فحص المُستقيم الرقميّ.
    • فحص السّوائل المُتسرّبة من مجرى البَول.
    • فحص الغدد اللمفاويّة في منطقة الفخذ للكشف عن وجود تورُّم أو انكماش فيها، والغدد اللمفاويّة هي الغُدد المسؤولة عن مُحاربة الالتهابات.
    • التحقّق من وجود ورم أو انكماش في كيس الصّفَن.
  • فحص البَوْل للكشف عن وجود عدوى.
  • فحص الدَّم، ويشمل الكشف عن وجود عدو، وفحص المُستضدّ البروستاتيّ النوعي (PSA)، وارتفاع مستوى (PSA) قد يدلّ على الإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا أو وجود مشاكلَ أُخرى فيها.
  • اختبار ديناميكيّة التبوُّل للكشف عن فعاليّة المثانة والإحليل، والكشف عن وجود انسداد في مجرى البَوْل بسبب تضخّم البرُوسْتاتَا.
  • فحص المثانة باستخدام منظار المثانة للتحقّق من وجود انسداد في مجرى البَوْل أو مشاكل في المثانة.
  • فحص البرُوسْتاتَا باستخدام الموجات فوق الصوتيّة، ويُمكن أن يُظهر هذا الفحص شكل وحجم البرُوسْتاتَا.
  • فحص خزعة البرُوسْتاتَا؛ تُؤخذ قطعة من أنسجة البرُوسْتاتَا من أجل مُعاينتها تحت المِجهر للكشف عن وجود سرطان البرُوسْتاتَا.

تضخم البرُوسْتاتَا

عند تضخّم البرُوسْتاتَا (بالإنجليزية: Enlarged Prostate) يزدادُ حجم الغدّة مع ارتفاع مُستويات هرمون التّستوستيرون في الجسم. خلال فترةُ المُراهقة تكبر غدة البرُوسْتاتَا ويتضاعفُ حجمُها حتّى سنّ العشرين عاماً، ثم ينخفض مُعدّلُ نموّها حتّى سن الأربعين، عندما يصل الرجلُ إلى سن الاربعين عاماً تستأنفُ غدّةُ البرُوسْتاتَا النموّ مُجدّداً.

نحو نصف الرّجال يُعانون من تضخّم حميد في البرُوسْتاتَا حتى بلوغهم سن الـ 65 عاماً، بينما يُعاني نحو 95% من الرّجال من هذه المُشكلة في حدود سن الـ 85 عاماً. عندما يكبر حجم الغدة كثيراً فإنّها تضغط على المثانة البَوْليّة، مع الوقت، تزداد هذه المُشكلة تعقيداً إلى درجة أنّها قد تُشكّل صعوبةً بالغةً عند التبوّل وتفريغ المثانة. كذلك، من المُمكن أن يُؤدّي الأمر إلى زيادة سُمك جدران المثانة، ممّا قد يُسبّب الألم.[٣]

أعراض تضخّم البروستاتا

تظهر الأعراض الآتية عند الإصابة بتضخّم البروستاتا:[٣]

  • ألم في منطقة أسفل البطن، وألم عند التبوّل.
  • انخفاض كميّة البول، أو التبوّل على شكل تنقيط، وعدم انتظام جريان البول.
  • الاستيقاظ المُتكرّر في اللّيل من أجل التبوّل .
  • الشّعور بالألم في مناطقَ مُختلفةٍ من الظّهر والبطن.
  • صعوبة البدء بالتبوّل.
  • نزول قطرات من البول بعد الانتهاء من التبوّل.
  • الشّعور بعدم تفريغ المثانة بشكلٍ كامل.

سرطان البرُوسْتاتَا

سرطان البرُوسْتاتَا (بالإنجليزية: Prostate Cancer) هو واحد من أكثرِ السّرطانات الشّائعة التي تظهر عند الذّكور، يتكوّن سرطان البرُوسْتاتَا عادةً في حدود غدّة البرُوسْتاتَا، بعض أشكال سرطان البرُوسْتاتَا تنمو بشكلِِ مُعتدل وتحتاجُ إلى القليل من العلاج فقط، أو أنّه لا يحتاج إلى علاجٍ نهائيّاً، ويوجد أنواعٌ أُخرى منه يمكن أن تكون شرسة وسريعة الانتشار. إذا تمّ اكتشاف سرطان البروستاتا في المراحل المُبكّرة من المرض، فإنّ فرص الشّفاء منه تكون أكبر.[٤]

أعراض سرطان البروستاتا

في المراحل المُبكّرة من الإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا عادةً لا تظهر أيّة أعراض، ويتمّ اكتشاف الإصابة بالسّرطان عن طريق الفحص الروتينيّ أو فحص الدَّم، عند ظهور أعراض فستكون أحد الأعراض الآتيةِ :[٥]

  • كثرة عدد مرّات التبوُّل.
  • الاستيقاظ أثناء اللّيل للتبوُّل.
  • وجود صعوبة في بدء التبُّول.
  • توقّف خروج البَوْل أكثر من مرّة أثناء التبوُّل.
  • وجود دم في البَوْل.
  • الشّعور بالألم أثناء التبوُّل.
  • من الأعراضِ الأقل شيوعاً الشُّعور بالألم أثناء القذف.

من أعراض سرطان البرُوسْتاتَا المُتقدّم ما يأتي:

  • آلام العظام، وتكونُ الآلام غالباً في العمود الفقري، أو الحوض، أو الضّلوع.
  • ضعف السّاق (إذا كان السّرطان قد انتشر إلى العمود الفقريّ وضغط الحبل الشوكيّ).
  • سلس البَوْل (إذا كان السّرطان قد انتشر إلى العمود الفقريّ وضغط الحبل الشوكيّ).
  • سلس البُراز (إذا كان السّرطان قد انتشر إلى العمود الفقريّ وضغط الحبل الشوكيّ).

أسباب سرطان البرُوسْتاتَا

غالباً ما تكون أسباب الإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا غير معروفة بدقّة، قد تتظافر عدّة عوامل وتُؤدّي إلى الإصابة، وأحياناً تُؤدّي طفرةٌ في المادة الوراثيّة (DNA) إلى تغيُّر في الخلايا الطبيعيّة فتنمو بطريقة غير مُنضبطة، تستمرّ الخلايا الشّاذة أو السرطانيّة بالنموّ والانقسام حتّى يتطوّر الورم. هناك عدّة عوامل مُختلفة هي المسؤولة عن هذا التطوّر وتُشكّل مُفتاحاً لفهمه. وتشمل هذه العوامل ما يأتي:[٦]

  • التّاريخ العائليّ: وجود تاريخ عائليّ للإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا يزيد من إحتمال الإصابة بالمرض.
  • العمر: يُعتبر العمر من أكبر عوامل الخطر؛ لأنّ هذا المرض نادراً ما يُصيب الشّباب، ويتمّ تشخيص مُعظم الحالات لدى الرّجال الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.
  • العِرْق: رغم عدم وجود أسباب مفهومة، إلا أنّ العِرْق من عوامل الخطر للإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا، ووفقاً لجمعية السّرطان الأمريكيّة فإنَّ الرّجال الآسيويين واللاتينيّين هم الأقلُ عرضةً للإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا، في المقابل الرّجال من أصل إفريقيّ هم الأكثر عرضةً للإصابة.
  • النّظام الغذائيّ: االنّظام الغذائي الغنيّ باللّحوم، والدّهون، ومُنتجات الألبان كاملة الدّسم، والفقير بالفاكهة والخضروات أيضاً من عوامل الخطر للإصابة بسرطان البرُوسْتاتَا.
  • الموقع الجغرافيّ: فقاً لجمعية السّرطان الأمريكية فإنّ سرطان البرُوسْتاتَا هو أكثر شيوعاً في أمريكا الشماليّة، والكاريبيّ، وشمال غرب أوروبا، وأستراليا ممّا هو عليه في آسيا وأفريقيا وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية. قد تلعب العوامل البيئيّة والثقافيّة دوراً في ذلك.
  • التّدخين.
  • السُّمنة المفرطة.
  • الخمول.
  • استهلاك كميّات كبيرة من الكالسيوم.

التهاب البرُوسْتاتَا

التهاب البرُوسْتاتَا ويُسمى أيضاً التهاب المُوثة أو التهاب البرُوسْتات (بالإنجليزية: Prostatitis) هو التهاب يُصيب غدّة البروستاتا بسبب إصابتها بعدوى ممّا يُؤدّي إلى تهيُّجها وانتفاخها، أو نتيجةَ أمراضٍ أو اضطرابات أُخرى. يُقسم التهاب البرُوسْتاتَا إلى نوعين:

  • التهاب البروستاتا الحاد، ويكون سببه غالباً عدوى بكتيريّة، ويحدث هذا النّوع من الالتهاب بشكلٍ مُفاجئ.
  • التهاب البروستاتا المُزمن، وهو أقلّ حدّة من الالتهاب الحادّ، وقد يكون سببه عدوىً بكتيريّة أو اضطرابٍ في منطقة الحوض حيث يستمرّ الالتهاب لمدّة تتجاوز 3 أشهر.[٧]

أسباب التهاب البرُوسْتاتَا

إنَّ الأسبابَ التي تُؤدّي إلى الإصابة بالتهاب البروستاتا مُتنوّعةٌ، ومنها:[٧]

  • الإصابة بعدوىً بكتيريّة في البرُوسْتاتَا، والجهاز البَوْلي.
  • الإصابة بعدوىً مُتكرّرة في المثانة البَوْليّة.
  • مُمارسة الجنس الشرجيّ.
  • مُمارسة الجنس مع شريك مُصاب بأمراض منقولة جنسيّاً دون اتّخاذ احتياطات وقائيّة.
  • تضخّم البروستاتا الحميد المُرتبط بالتقدّم في العمر.
  • وجود تشوّهات خَلْقيّة في الجهاز البَوْليّ والتناسليّ.
  • التهاب الجهاز البوليّ.

أعراض التهاب البرُوسْتاتَا

لكلّ نوعٍ من التهاب البرُوسْتاتَا أعراضٌ خاصةٌ به، وقد تختلف الأعراض من مريضٍ لآخر، كما يُمكن أن تتشابه الأعراض مع أعراض أمراضٍ أُخرى، وفيما يأتي أهمّ أعراض التهاب البرُوسْتاتَا الحادّ والمُزمن:[٨]

  • من أعراض التهاب البرُوسْتاتَا الحادّ ما يأتي:
    • التبوُّل المُتكرّر.
    • الحمّى.
    • قشعريرة.
    • شعور بالحَرَقة أو ألم أثناء التبوُّل.
    • ألم في المنطقة التّناسلية، الفخذ، أسفل البطن، أو أسفل الظّهر.
    • التبوُّل الليليّ المُتكرّر خلال فترات النّوم.
    • استفراغ وغثيان.
    • عدم القدرة على إفراغ المثانة تماماً.
    • صعوبة في بِدء التبوُّل
    • ضعف أو توقّف تدفّق البَوْل.
    • انسداد المسالك البَوْليّة.
    • عدم القدرة على التبوُّل.
  • أما أعراض التهاب البرُوسْتاتَا المُزمِن فيشمل:
    • وجود ألم مُتكّرر قد يستمرّ لأكثر من ثلاثة أشهر في واحد أو أكثر من المناطق الآتيةِ: بين كيس الصَّفَن والشَّرج، أو أسفل مُنتصف البطن، أو القضيب، أو كيس الصَّفَن، أو أسفل الظّهر.
    • ألم أثناء القذف أو بعده.
    • ألم ينتشر في جميع أنحاء منطقة الحوض، أو في منطقةٍ واحدةٍ أو أكثر في نفس الوقت، قد يكون الألم مُفاجئاً أو تدريجيّاً.
    • ألم في القضيب ومَجرى البَوْل أثناء التبوُّل أو بعده.
    • التبوُّل المُتكرّر بسبب انقباض المثانة بالرّغم من قلّة كميّة البَوْل فيها.

مُضاعفات أمراض البروستاتا

قد تُسبّب مشاكل البرُوسْتاتَا المُختلفة مشاكلَ أُخرى، ومنها: [٢]

  • مشاكل تتعلّق بالجِماع.
  • التهاب المسالك البَوْليّة.
  • الشُّعور بالتوتّر بسبب الألم المُزمن.
  • التهاب في المناطق القريبة من البروستاتا.
  • حصوات المثانة.
  • االفشل الكلويّ.

علاج أمراض البرُوسْتاتَا

يختلفُ علاج أمراض البروستاتا باختلاف نوع المرض، ويشمل ما يأتي:[٢]

  • تُعالج التهابات البرُوسْتاتَا البّكتيريّة باستخدام مُسكّنات الألم والمُضادّات الحيويّة، وتغيير النّظام الغذائيّ، والإكثار من شرب السّوائل.
  • يُعالج التهاب البرُوسْتاتَا المُزمن باستخدام مُسكّنات الألم والالتهاب، والعلاج الطبيعيّ، والاسترخاء، والحمّامات الدّافئة.
  • يُعالج تضخُّم البروستاتا بواحدة أو أكثر ممّا يأتي:
    • تغيير نمط الحياة، وتجنُّب الكحول والكافيين.
    • الأدوية: قد يصف الطّبيب الأدوية، مثل فيناسترايد (بروسكار)، ودوتاستيريدي (AVODART) لعلاج تضخُّم البروستاتا، ويمكن لهذه الأدوية أن تُثبِّط نمو البرُوسْتاتَا.
    • العمليّات الجراحيّة: قد يلجأ الطّبيب للجراحة لتقليص حجم [علاج البروستاتا|البرُوسْتاتَا]].
  • يُعالَج سرطان البرُوسْتاتَا بواحدة أو أكثر ممّا يأتي:[٤]
    • الجراحة.
    • المُعالجة الاشعاعيّة.
    • المُعالجة الهرمونيّة.

 

المقالات المتعلقة بعلاج احتقان البروستاتا