يعتبر الدّعاء أساس العبادة ، وهو الوسيلة التي يتواصل فيها العبد مع ربّه سبحانه وتعالى فيسأله ويناجيه ، فبدون الدّعاء لا يكون هناك معنى لحياة المسلم ، لأنّ الدّعاء هو الصّلة بين العبد وربّه ، فاذا انقطع انقطعت ، كما أنّه الحرز المكين والحصن الحصين الذي يلجأ إليه المسلم ويلوذ به حين تتدلهم به الخطوب وتتكاثر عليه الهموم والكروب .
ولا شكّ بأنّ الدّعاء له أحكام وآداب ، وحتى يقبل الدّعاء من العبد ويكون متقبّلاً يجب أن تتوافر فيه عددٌ من الأمور حتى لا يقول العبد إنّي قد دعوت الله تعالى فلم يستجب لدعائي ، فما هي تلك الشّروط التي تجعل من الدّعاء وسيلةٌ متقبلةٌ عنده سبحانه ؟
- إنّ أوّل أمرٍ يجب أن يتنبّه إليه المسلم حين يدعو ربّه استحضار عظمة من يدعوه ، فقد ترى أحدنا وحين يهمّ يمقابله مسؤولٍ أو ملكٍ من ملوك الدّنيا يتحضّر لذلك ويتجهّز ، فما بالك بدعاء ملك الملوك ومخاطبته فهي أولى بالتّحضير والاعداد ، فيقوم المسلم حين يهمّ بالدّعاء إلى ربّه فيتوضّأ ويحسن الوضوء ثمّ ينادي الله تعالى ويدعوه بأحبّ الأسماء والصّفات إليه ، وفي الحديث الدّعاء باسم الله تعالى الأعظم الذي إذا دعى به المسلم تقبّل دعاؤه .
- ومن الأمور التي ينبغي على المسلم أن يراعيها ليكون دعاءه متقبّلاً أن يدعو الله تعالى وهو قائمٌ على طاعة الله تعالى بعيداً عن المال الحرام الخبيث ، ذلك بأنّ صاحب المال الحرام يدعو الله تعالى فلا يستجاب له .
- كما أنّ على المسلم أن يدعو الله تعالى وهو موقنٌ باستجابة دعائه ، فاليقين مسألةٌ مهمّةٌ في قبول الدّعاء ، وفي الحديث الشّريف أدعو ربّكم وأنتم موقنون بالإجابة .
- كما أنّ على المسلم أن يدعو الله تعالى ولا يتعجّل في إجابة دعائه ، لأنّ التّعجل في الدّعاء قد يحرم المرء من الإجابة ، وفي الحديث الشّريف إن الله يقبل دعوة أحدكم ما لم يستعجل يقول دعوت فلم يستجب لي .
- وأخيراً نقول أنّ على الإنسان وحتى يقبل الله دعاءه أن يتحيّن أوقاتاً معيّنةً وأماكن معيّنةٍ يستجيب الله فيها أكثر من غيرها ، فالدّعاء مستجابٌ من الإنسان حين نزول الغيث وعند اشتداد المعارك والتحام الصّفوف وكذلك أدبار الصّلوات ، كما أنّ الدّعاء يكون متقبّلاً في أماكن خصّصها الله لعبادته حيث تحفها الملائكة مثل المساجد وحلقات الذّكر .
-