كيف يغير الإنسان من نفسه

كيف يغير الإنسان من نفسه

حتى يغير الإنسان من نفسه، عليه أن يبدأ بتغيير أفكاره، التي ارتبطت بالعوامل المحيطة فيه، وساهمت في صقل شخصيته، في كل مرحلة من المراحل العمرية في حياته، وتظهر بوضوح في طريقة حكمهُ، وتقييمه للأحداث، والمواقف التي تواجهه.

تتكون الصفات الأولى عند الإنسان، من خلال تأثره بالعائلة؛ لأنّها المكان الأول الذي يتعرّف فيه على أشخاص، ويكتسب أفكارهم، وعاداتهم، وثقافتهم، ومن ثمّ يتأثر بالمجتمع المحيط فيه، حتى تتكوّن شخصيّته التي تصبح جزءاً من حياته، وبإمكان أيّ إنسان أن يغير من نفسه، نحو الأفضل، وأن يكتسب العديد من الصفات الجيدة في حياته.

للإنسان صفات إيجابية، وسلبية، وتعتمد على وجود محفزات تؤدي إلى تعزيزها في شخصية كل فرد، ومن الصفات الإيجابية: احترام الآخرين، والحوار بأسلوب متزن، والاعتذار عن الخطأ، ومن الصفات السلبية: عدم تقبل الرأي الآخر، والتقييم غير العقلاني للمواقف المختلفة التي تواجه الفرد، وحتى يتمكّن الإنسان تغيير نفسه عليه أن يغلب الصفات الإيجابيّة على السلبية بشكل دائم.

خطوات ليغير الإنسان من نفسه وشخصيته

توجد مجموعة من الخطوات التي من الممكن أن يتبعها الإنسان حتى يغير من نفسه وشخصيته، ومنها:

• التخلص من العادات السيئة: عندما يريد الإنسان أن يغيّر نفسه، عليه البدء بالتخلّص من العادات السيّئة، التي يتّصف بها، ومن الممكن أن يعرف عاداته السيئة، عن طريق معرفة آراء عائلته، وأصدقائه بشخصيته، فمثلاً: من الممكن أن يسمع من أحد أنّه عنيد في تصرفاته، وعندما يريد التخلص من هذه العادة، عليه أن يبدأ بالتأقلم مع المواقف التي قد تجعله يحتد، ولا يقبل أي رأي اخر، وعليه أن يغيّر من نفسه في مثل هذه المواقف، ويعمل على الإنصات لآراء الآخرين، وقبول الحوار معهم، وكذلك في جميع العادات السيئة، على الشخص إدراكها لتدارك القيام بها.

• التفكير المنطقي والعقلاني: يعدّ التفكير المنطقي، والعقلاني، من أهمّ الخطوات في تغيير النفس، فعندما يبدأ الإنسان بتحضير كلماته قبل التحدث بها، والتفكير بطريقة جيدة بالمواقف التي تحدث معه، عندها يبدأ بالشعور بتغيير كبير في حياته، فالأفكار التي يعيش عليها الإنسان، لها دور في تكوين شخصيته، وكلّما تحكّم فيها عقلياً، وطبّقها بطريقة منطقيّة، استطاع أن يتأقلم مع جميع الظروف المحيطة به بسهولة.

• التعلم من التجارب السابقة: على كل إنسان يسعى ليغير من نفسه، أن يتعلم من التجارب السابقة التي حدثت معه، حتى يتمكّن من تدارك أي أخطاء قد يقع فيها، عند تعرضه لتجارب مشابهة لها، أو تحمّل المواقف ذاتها بجميع تفاصيلها، فعندما يفشل الإنسان في تحقيق أو عمل شيء ما، لا يعني ذلك بأنه سيفشل كلياً، بل بعد أن يتعلم من فشله السابق، يستطيع أن يبني عليه نجاحاً تلو الآخر في تجاربه الجديدة.

• تحفيز الصفات الإيجابية: يمتلك الإنسان العديد من الصفات الإيجابية، ويجب عليه عندما يبدأ بتغيير نفسه، المحافظة على هذه الصفات، وتطويرها نحو الأفضل، والحرص على تطبيقها بشكل دائم، فعندما تتغلب الصفات الإيجابية على السلبية في الإنسان، عندها يدرك مدى قدرته على التعايش مع الآخرين، ومحاولة استيعابهم، وتقدير جميع الظروف المحيطة به، لذلك يجب عليه تحفيز جميع الصفات التي تجعله عنصراً فعالاً، وكفؤاً، حتى يغير نفسه بشكل ممتاز.