الحمام الزاجل هو أول سبل نقل الأنباء التي عرفها البشر، نُقلت عبرها الرسائل من مكان لآخر، واستخدم الحمام الزاجل كل من الفراعنة والإغريق والفرس والرومان والعرب والأوربيين والصينيين لقرون عديدة، فقد استخدم الإغريق الحمام لإرسال أسماء الفائزين في الألعاب الأولمبية إلى المدن الداخلية بربط الرسالة في أرجل الحمام، كما أن الفرنسيين كانوا يرسلون رسائلهم باستخدام الحمام الزاجل أثناء الحصار على باريس.
وعند معرفة الألمان بأمر تلك الرسائل قاموا بقتل الحمام مستعينين بالصقور المدربة لذلك، لمنع الرسائل من الخروج من المدينة المحاصرة، أما المسلمون فقد استخدموا الحمام الزاجل في القرن الثالث الهجري بشكل كبير، واتخذه الخليفة العباسي كوسيلة للتجسس، أيضاً الأيوبيون والفاطميون والمماليك استخدموه على نطاق واسع، لا سيما في فترة الحروب الصليبية.
وما زالت هذه وسيلة نقل الرسائل عبر الحمام الزاجل تعتبر لغزاً للعلماء، ويدور حولها الكثير من التساؤلات، فبعض الحمام الزاجل قد يموت ولا يصل للهدف المحدد، كما أن الضباب يُربك الحمام فيضل طريقه، فإن الحمام لا يجيد معرفة الطريق وسط الضباب، حتى لو كان على مسافات قصيرة (ميلين أو ثلاثة)، وفي أحيان أخرى قد ينجذب لسرب من الطيور فيغير من وجهته.
ومن المعروف أن الحمام يُدرب على السباق ليعود إلى موطنه باتجاه معين، فمن خلال تمييز الحمام للاتجاهات تتمكن من العودة إلى موطنها، ويقال إن غروب وشروق الشمس هو الذي يهدي الحمام لتلك الاتجاهات، حتى أنها تضل طريقها ليلاً، وقال أخرون بأن الطيور عادةً تحلق في خطوط مستقيمة بإتجاه موطنها، ولكن هذا التفسير لا يكون صحيحاً دائماً، وهنالك العديد من التفسيرات العلمية التي حاولت توضيح سبل عودة الحمام الزاجل لموطنه وكيفية تحديده لطريقه وكيف يقوم بإيصال الرسائل.
من أشهر التفسيرات العلميةوإلى الأن مازالت قدرة الحمام الزاجل على توصيل الرسائل والعودة لموطنه سراً ولغزاً مجهولاً، فسبحان الخالق في خلقه وقدرته.
المقالات المتعلقة بكيف يعرف الحمام الزاجل طريقه