الصلاة هي الحياة، ومن أدّاها كما طُلبت منه اشتاق لها وانتظرها من صلاةٍ لأخرى؛ فهي زاد الروح، وصلة العبد بربّه، وبها يزداد حباً لخالقه وقرباً منه، وتنهاه عن الفواحش والمنكرات والآثام، وتمنحه قوّةً روحيّةً وجسديّة، وراحةً نفسية لا مثيل لها، وسكينة وهدوءً وشعوراً بالاطمئنان والسعادة.
ونضيف إلى أنّ الذنوب تُمحى وتعظم الحسنات بالصلاة، وهي لجوء للخالق العظيم؛ حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أي أهمّه أمر هرع وأسرع إلى الصلاة، فبها تفويض الأمر لله وتوكّل عليه، فيزول التوتّر والخوف، وتذهب وساوس الشيطان. كان حبيبنا المصطفى يقول لسيّدنا بلال رضي الله عنه: أرحنا بها يا بلال، ونحن للأسف اليوم نقول: أرحنا منها، فسادت المخاوف قلوبنا، وكثرت الأمراض النفسيّة والعصبية؛ فالصلاة بمثابة جرعات للمسلم يأخذها خمس مرات في اليوم، للوقاية والحماية والشفاء بإذن الله.
أداء الصلاةكثيراً ما نشاهد في أيّامنا هذه أشخاصاً يصلون صلاة يَندى لها الجبين، ويحترق لها الفؤاد، فمنهم لا يتوضأ أصلاً، وكأنما يغش من حوله وبالواقع قد غش نفسه لا غير واستهزأ بها، ومنهم من شغلته الدنيا وأخذت كل تفكيره، فإذا صلّى صلّى صلاة الساهي والذي همه إنهاء صلاته، والتفرّغ لمصالحه ومشاغله، وكأنها عبء عليه، ومنهم إذا صلّى نقرها نقر الغراب لا خشوع ولا اطمئنان، وانطلق للملهيات والغيبة والنميمة.
لو كان رسولنا بيننا فماذا سيقول عن صلاتنا هذه؟ وهل سيسمّيها صلاة؛ فقد رأى عليه الصلاة والسلام يوماً شاباً يُصلّي فكان لا يتم ركوعها ولا سجودها، فقال له: اذهب فصلّ فإنك لم تصلّ، والأغرب والعياذ بالله من غيّر وحرّف في كيفية وطريقة الصلاة، وكأنه ردّ ما جاء به رسول الله، وسنّ ما هو أفضل منه.
كيفية صلاة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلمنحن نصلّي لله تعالى كما أمرنا في كتابه الكريم، وكما أخبرنا رسولنا عليه أفضل الصلاة والتسليم، لا زيادةً ولا نقصان ولا تحريف، فقال عليه الصلاة والسلام: (صلّوا كما رأيتموني أصلي). ويكون أداء الصلاة عن طريق ما يلي:
المقالات المتعلقة بكيف نصلي