كيف نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد ارتبطت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته للإسلام بالوحي ارتباطاً وثيقاً، فبداية الدعوة كانت بنزول الوحي عن طريق جبريل عليه السلام، والقرآن الكريم كلّه نزلّ عن طريق الوحي، بالإضافة إلى جميع اللحظات التي كان فيها الوحي ينزل عليه صلى الله عليه وسلم ليثبت قلبه أو يعلمه الدين من دون أن ينزل بالقرآن الكريم، وغير تلك اللحظات ممّا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، فالوحي هو إخبارٌ الله تعالى لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام بالتحديد وغيرهم من الصالحين، ولم يكن الوحي مخصصاً للأنبياء فقط وفي هذا دلالاتٌ من القرآن الكريم، كما في إيحاء الله تعالى لمريم أو أمّ موسى أو الحواريين، ولكنّ الوحي كان ينزل على الأنبياء بطريقةٍ خاصةٍ كما كان يحدث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وللوحي الذي كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنواعٌ كثيرةٌ بينها الرسول وأصحابه من خلال ملاحظتهم ذلك عليه، وفيما يلي بعض هذه الأنواع ممّا ذكر عنه صلى الله عليه وسلم

• نزول الوحي عن طريق الملك، وهو من أشهر أنواع نزول الوحي، فقد كان يأتي جبريل عليه السلام برسالة الله تعالى إليه فيلقيها في قلبه، ولكنّ جبريل عليه السلام لم يكن يأتيه دائماً بنفس الطريقة والصورة، بل إنّه كان يأتيه بأشكال مختلفة منها ما يلي:
  • ظهور جبريل أمامه بصورته الحقيقية من السحاب، وهو كما حدث معه في بداية الدعوة حين ظهر له جبريل عليه السلام بصورته الحقيقية التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم وتلى عليه الآيات الأولى من سورة العلق ليخبره بأنّه رسول الله تعالى ويخبره بأن يبدأ الدعوة للبشر.
  • نزول الوحي عليه كصلصة الجرس، أي كرنين الجرس، فلم يكن يراه في تلك الحالة وإنّما كان يدخل في حالةٍ فلا يذهب عنه الوحي إلّا وقد فهم ما قاله، وقد كانت تلك هي أشدّ الحالات عليه صلى الله عليه وسلم حتى أنّه كان عندما يأتيه في الأيام شديدة البرد يحمرّ وجهه ويمتلئ وجهه عرقاً من شدتها عليه صلى الله عليه وسلم.
  • ظهور جبريل عليه السلام أمامه على صورة رجلٍ، وقد كان الصحابة الكرام يرونه في بعض الأحيان كما ورد في الأحاديث الشريفة، كما رأى الصحابة أيضاً الملائكة في الغزوات أيضاً.
• الرؤيا: فكما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنّ رؤيا الأنبياء وحي، وأنّه عندما كانت تأتيه الرؤيا في المنام فإنّها تكون كأنّه يراها في الصباح ويذكرها تماماً.
• الوحي في رحلة الإسراء والمعراج: وهو نوعٌ آخر من أنواع الوحي والذي اختص به في تلك الرحلة حين أوحى الله تعالى إليه بالصلاة وهو فوق سبع سماوات.