نهر الأردن عبارةٌ عن مجرى مائيّ دائم الجريان، ينبع من منطقة جبل الشيخ على الحدود الفلسطينية اللبنانية، ويتجه إلى الجنوب متخذاً من حفرة الانهدام مجرى له، ليصل إلى بحيرة طبريا في شمال الأردن، ومن بعدها يدخل الحدود الأردنية ليصل إلى البحر الميت.
يعتبر نهر الأردن الحدّ الطبيعيّ بين الأراضي الفلسطينية والأراضي الأردنية، وهو النهر الذي تعمّد فيه السيد المسيح "المغطس" لذا يُعتبر من الأنهار المقدّسة عند أصحاب الديانة المسيحيّة، وقد برز اهتمامٌ عالميٌّ بنهر الأردن بعد اكتشاف موقع المغطس، واعتباره موقع الحج المسيحيّ.
روافد نهر الأردنيرفد نهر الأردن خلال رحلته التي تبلغ حولي 250 كم عدّة روافد دائمة الجريان، وأهمّ هذه الروافد تقع خارج الحدود الأردنيّة، وبعد دخول النهر الحدود الأردنية ترفده أوديةٌ مائيةٌ متقطعة الجريان، إذ يعتبر نهر اليرموك أهم هذه الروافد، إلا أنّ منبع نهر اليرموك يقع خارج الحدود الأردنية.
تشترك أربع دولٍ بمياه نهر الأردن وهي :سوريا، والأردن، وفلسطين، ولبنان، وتعبر الأردن وفلسطين من أكثر بلدان بلاد الشام حاجةً للمياه، لذا يعتبر نهر الأردنّ المصدر الرئيسي للمياه فيها، ومما يزيد الأمر سوءاً أنّ الروافد الرئيسية للنهر تقع خارج حدودهما، وقد تعرضت روافد النهر الشمالية للاستنزاف حيث حوّلت إسرائيل مياه نهر اليرموك إلى صحراء النقب، كما أقامت سوريا السدود المائيّة على الروافد الشمالية لنهر الأردن، كلّ هذه العوامل أدّت إلى انخفاض منسوب مياه النهر وساهمت الظروف الجوية الحارّة بتعريض مياه النهر للكثير من عمليات التبخر، كما أنّ نقص مياه النهر أثّرت سلباً في البحر الأحمر فقد تأثر مستوى المياه فيه بشكلٍ كبيرٍ.
المساعي الدولية لحماية النهرلقد صرحت الهيئات العالمية المهتمة بالبيئة أنّ نهر الأردن والبحر الميت معرّضان لكارثةٍ بيئيةٍ، حيث ذكرت تقارير منظمة أصدقاء الأرض بالشرق الأوسط أنّ أكثر من 98% من مياه نهر الأردن يتمّ استهلاكها، حيث تتنافس كل من إسرائيل والأردن وسوريا وفلسطين على استغلال مياه النهر واستنزاف المياه الجوفية لحوضه مما يؤدي إلى تناقص مياهه.
تسعى حالياً بعض حكومات دول المنطقة للترويج لتنفيذ مشروعٍ كبيرٍ لإيصال مياه البحر الأحمر إلى البحر الميت باستخدام الأنابيب، ومن المتوقع أن ينعكس المشروع بالإيجاب على نهر الأردن، إلا أنّ هذا المشروع يواجه بعض العقبات، منها ما هو فنيّ ومنها ما هو سياسيّ، ويعتبر التعاون الحقيقي ما بين دول الحوض واحداً من الحلول الرئيسية لهذه المشكلة.
يقول خبراء المياه إن أفضل الطرق للمحافظة على مياه نهر الأردن هو بترشيد استخدام مياهه من قِبَل جميع الأطراف، والمحافظة على مستوى المياه الجوفية لحوض النهر، كما أنّ المحافظة على الروافد الشمالية للنهر جزءٌ من الحل، إذ إنها المصدر الرئيسي لمياه النهر لكونها تقع في مناطق ماطرةٍ.
المقالات المتعلقة بكيف نحافظ على نهر الأردن