قال صلّى الله عليه وسلّم: "صلّوا كما رأيتموني أصلي". (متفق عليه)، سأعرض لكم فيما يلي خلاصة ما جاء على لسان أهل العلم في صفة صلاة النبي صلّى الله عليه وسلّم، من التكبير حتى التسليم، وهي كالتالي:
التكبيركان عليه الصلاة والسلام يبدأ صلاته بقوله الله أكبر، ويرفع صوته بها وأثناء التكبير كان يرفع يديه أيضاً (أحياناً قبل التكبير وأحياناً مع التكبير وأحياناً بعد التكبير) وتكون أصابعه ممدودة غير منفرجة ولا مضمومة، وعند رفعه ليديه كان يقرّبها من أذنيه، ثم يضع يده اليمنى على اليسرى ويضعهما على صدره، وكان ينظر أثناء الصلاة باتجاه الأرض، وقد نهى عن رفع البصر إلى السماء أو الالتفات.
كان يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيقول: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من همزه ونفخه ونفثه)، ثم يبدأ بالفاتحة ويقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ويُسر بها دون أن يجهر ثم يجهر بالحمد لله رب العالمين، ثم يقف، ثم يكمل الآية الأخرى، ثم يقف، وهكذا حتى آخر السورة، أي أنه كان يقطع الآيات، ولم يكن يصلها مع بعضها البعض، وكان عليه الصلاة والسلام يقرأ سورة بعد سورة الفاتحة، وكان أحياناً يقرأ سورة طويلة وأحياناً قصيرة، وكان عليه الصلاة والسلام عندما يقرأ القرآن الكريم يرتله ترتيلاً.
الركوععندما كان عليه الصلاة والسلام ينتهي من القراءة، كان يسكت سكتة، وبعدها يقوم برفع يديه ويكبر بذات الطريقة التي تحدثنا عنها في التكبير، ثم ينحني بجسمه إلى الأمام، وكان يسوي ظهره ويبسطه حتى أنه لو صُبت الماء على ظهره لاستقر، ثم يضع يديه على ركبتيه حتى تطمئن مفاصله وتسترخي، وكان يمسك بركبتيه كأنه قابض عليهما، ثم يباعد بين أصابع يديه، ولم يكن يُنزل رأسه للأسفل، ولا يرفعه للأعلى، بل كان بين ذلك، وكان يطمئن في ركوعه لا ينقره نقراً، أما بالنسبة لأذكار الركوع فكان يقول (سبحان ربي العظيم ثلاث مرات)، وقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن قراءة القرآن في الركوع.
الاستقامة بالجسد والاعتدال من الركوعحيث كان عليه الصلاة والسلام يعتدل بجسده ويستقيم ويقول: (سمع الله لمن حمده) وكان يقوله أثناء اعتداله بجسده، ثم عندما يستقيم بجسده يقول (ربنا ولك الحمد) وكان يستقر على وقوفه حتى يطمئن بالقدر الذي اطمئن به في ركوعه.
السجودعند سجوده كان صلّى الله عليه وسلّم يضع يديه على جنبه، ثم يكبر ويسجد، ويضع يديه على الأرض قبل ركبتيه، ولم يكن يضع يديه على ركبتيه، وكان يضم أصابعه ويوجههما تجاه القبلة، وكان يضع أنفه وجبهته على الأرض، ويمكنهما من الارض، كما كان يمكّن أطراف قدميه من الأرض، ويستقبل بأطراف أصابع قدميه القبلة، ويلصق عقبيه ببعضهما، وبالنسبة لذراعيه كان يرفعهما عن الأرض ويباعد بينهما حتى يظهر بياض إبطيه، وكان يبالغ في ذلك، وكان يطمئن في سجوده كما يفعل في الركوع والقيام، ومن أذكار السجود كان يقول: (سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات)، وكان ينهى أيضاً عن قراءة القرآن في السجود.
الجلوس على القدمين والاعتدال من السجودكان يكبر ويرفع رأسه، وكان أحياناً يرفع يديه مع التكبير، ثم يجلس على رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، ويستقبل بأصابع رجله اليمنى القبلة، وكان يطمئن في هذا الجلوس كالسجود، وكان يقول بين السجدتين (رب اغفر لي اغفر لي).
كان يجلس على وركه الأيسر، ثم يضع وركه على الارض، وبالنسبة لقدميه فاتجاههما كان من ناحية واحدة حيث يجعل اليسرى تحت فخذه وساقه، وفي التشهد الأخير كان يذكر التحيات لله -التي ذكرنا نصها كما هو أعلاه- ثم الصلاة على النبي ونصّها: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)، كما كان عندما يفرغ من التشهد يستعيذ بالله ويقول: (اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال)، ثم كان يدعو لنفسه بما بدا له.
التسليمكان يحرك رأسه بالتسليم إلى اليمين حتى يُرى بياض خده الأيمن، ويقول السلام عليكم ورحمة الله وأحياناً يزيد وبركاته، ثم يحرك رأسه بالتسليم إلى اليسار حتى يُرى بياض خده الأيسر ويقول السلام عليكم ورحمة الله.
أخيراً، لا بدّ أن تعلموا بأن من أحسن صلاته كان له عهد من الله عز وجل أن يغفر له، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: "خمس صلوات افترضهن الله عز وجل، من أحسن وضوءهن، وصلاهن لوقتهن، وأتم ركوعهن وسجودهن وخشوعهن؛ كان له على الله عهد أن يغفر له، ومن لم يفعل؛ فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه". (حديث صحيح).
المقالات المتعلقة بكيف كان يصلي الرسول صلى الله عليه وسلم