من نعم الله سبحانه و تعالى على الإنسان أنّه أكرمه بنعمة العقل و التّفكير بحيث يستطيع باستمرار تطوير أساليب حياته و عيشه ، و ابتكار أدواتٍ جديدةٍ تسهّل عليه أداء الأعمال المختلفة ، و قد ساهمت الثّورات الصّناعيّة و ظهور التّكنولوجيا في ابتكار الكثير من الاختراعات ، فظهرت السّيارة و الطائرة و الهاتف و غيرها ، فبعد أن كان النّاس يعيشون في بساطةٍ من العيش و يعتمدون على أدواتٍ و أساليب شبه بدائيّة ، تطوّر الأمر حتى جاءت التّكنولوجيا لتقلب حياة البشر رأساً على عقب ، و من الأمور التي تطوّرت بشكلٍ كبيرٍ عمليات الولادة ، فما كان شكل عمليات الولادة قديماً ؟ .
تعرّف الولادة بأنّها عملية إخراج الجنين من رحم الأمّ ، و قد كانت الولادة قديماً تتمّ من خلال امرأة تسمّى الدّاية ، حيث كان في كلّ قريةٍ دايةٌ خاصّة بها ، يقوم النّاس بجلبها لنسائهم عند حدوث المخاض حيث تقوم بإتمام عملية الولادة على أكمل وجه ، و قد كان هناك عددٌ من العادات التي تلي عملية الولادة حيث كانوا يرمون المشيمة في نهرٍ جارٍ أو يدفنوها في باطن الأرض ، و يضعون سرّة الطفل المولود أمام أحد الأشخاص المشهورين بأخلاقهم و سلوكهم أملاً في أن يكون المولود الجديد مثله ، و قد سادت هذه الطّريقة لفترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ ، حتى جاءت المستشفيات و أنشئت ، فأصبح النّاس يتوجّهون إليها و يرونها بديلاً آمناً عن الولادة في البيت ، فقد كانت المرأة تتعرّض أحياناً لكثيرٍ من المضاعفات بحيث لا تستطيع الدّاية معرفة طريقة التّعامل معها ، بحيث كانت تؤدّي بعض هذه المضاعفات إلى الوفاة ، كما أنّ العناية الصّحية بالحامل من حيث النّظافة و المتابعة قبل الحمل و بعده من خلال أطباء و طبيباتٍ مختصّين في هذا المجال ، جعل من عملية الولادة عمليّةً ناجحةً وفق معاييرٍ طبّيّةٍ مدروسةٍ ، فترى الأمّ الحامل حين تدخل إلى غرفة العمليّات يكون الطبيب المختصّ قد درس حالتها جيداً ، و أجرى الفحوصات اللازمة لها ، و بالتّالي يعلم كيفيّة التّعامل مع حالتها ، فبعض النّساء الحوامل لا تناسبهم عمليّات الولادة الطبيعيّة ، فيلجأ الطبيب المختصّ إلى إجراء عمليّةٍ جراحيّةٍ حيث يقوم بشقّ البطن لإخراج الجنين بما يسمّى بالعمليّة القيصريّة .
المقالات المتعلقة بكيف كانت الولادة قديماَ