كيف تكون محبة الله

كيف تكون محبة الله

محبة الله

خلق الله تعالى الإنسان وجعله في أحسن صورةٍ، بل إنه كرمه عن بقية الكائنات الحية، وأعطاه العقل الذي تميّز به عن الحيوانات حتى يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ ويختار الطريق السليم، وسخر له جميع ما في الأرض سواء ما على سطحها أو في باطنها لخدمته وتسهيل حياته، وأنعم عليه بنعمٍ كبيرةٍ منذ لحظة تكونه في بطن أمه جنيناً لا يقوى على شيءٍ إلى أن يتوفاه عز وجل، فكثيرٌ من هذه النعم لا يعلمها الإنسان البسيط.

من واجبات العبد شكر الله تعالى على جميع نعمه الظاهرة والمخفية عنه، ومن صور شكره عز وجل هي محبته الصادقة، بل تعتبر هذه المحبة لله تعالى من أعظم العبادات التي تقرّب هذا العبد منه عز وجل، فهي تجعله يحب التقرّب إلى الله تعالى بشتى الوسائل والطرق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ....).

كيف تكون محبة الله
  • يحب أن يحبّ العبد ربه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من نفسه وماله وأولاده وعائلته، وأن تكون هذه المحبة نابعةً من القلب بكل صدقٍ، ويظهر ذلك من خلال اتباع تعاليمه والابتعاد عما نهى عنه، فالعبد عندما يحب الله عز وجل فإنّه يسلك الطريق الذي أمر به ويعمل كل ما يحب، ولكن المحبة التي لا ترتبط بفعلٍ سواء كان هذا الفعل ممّا يحبّه المحبوب أو ترك ما يكرهه فهي محبةٌ غير صادقة، فقد يمتحن الله تعالى العبد في محبته له من خلال ما تهوى نفس هذا العبد فإذا تبعها فإنّه بذلك قد خسر الكثير بينما إذا آثر رضى الله عز وجل فإنّه يفوز بنعيم الدنيا والآخرة.
  • عندما يحب العبد الله تعالى فإنّه يحب رسله وأولياءه ويتبع سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ويتبع تعاليمه، كما أنّ من يحب الله يحب جميع أوليائه ومن يتبعونه، ويحب مجالسة الصالحين الذين لا ينقطع لسانهم عن ذكر الله.
  • المواظبة على الذكر في جميع الظروف والأحوال، والإخلاص في الأعمال جميعها مثل الصدقة والإحسان إلى الناس.

لكن المنافق والكافر يخلو قلبه من محبة بل يتجه قلبه إلى حب الأشياء الزائلة وعبادة هواه الذي يقوده إلى الهلاك، ولا بد من التنويه إلى أن محبة الله تعالى لا تفقد العبد التنعم بنعيم الدنيا، بل على العكس فإنّه هو من يكون سعيداً في الحياة، فليست السعادة فيما حرّم الله فهؤلاء في شقاءٍ ومعيشةٍ ضنكى كما توعدهم الله تعالى.

المقالات المتعلقة بكيف تكون محبة الله