كيف تكون مؤثراً في محيطك

كيف تكون مؤثراً في محيطك

التأثير الإيجابي في النَّاس

من سنن الله في خلقه أنّه جعل النَّاس شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13] ومن مقتضيات التعامل البشري أنَّ الإنسان مدني بطبعه كما يشير إلى ذلك ابن خلدون في مقدمته، فالإنسان مدنيّ يألف التعامل مع النّاس، فيفيدهم ويستفيد منهم وحاجته تتعلَّق بما في أيديهم، وحاجتهم تتعلَّق بما لديه كذلك، ومن مقتضيات التعامل الإيجابيّ مع النَّاس التأثير بهم، فالإنسان وما يحمل من قيم ومبادئ وشيم رفيعة، يحتاج لأن ينقلها إلى غيره من النّاس في المحيط من حوله إيجابيَّاً.

سبل تأثير الإنسان فيمن حوله

يستطيع الإنسان أن يؤثّر إيجابياً فيمن حوله وذلك من خلال:

  • القدوة الحسنة، حيث تُعَدُّ القدوة الحسنة من أهم سبل التأثير الإيجابي في النَّاس، وذلك بأن يكون الإنسان قدوة للنّاس فيما يدعوهم إليه من الصفات والشيم الرفيعة، التي يريد إيصالها لهم، سلوكاً عمليّاً ظاهراً على سلوكه وتصرّفاته.
  • الحكمة وذلك باختيار الألفاظ المناسبة، وبالكيفيِّة المناسبة، وفي الوقت المناسب.
  • اللين، بأن يكون الإنسان سهلاً في تعامله مع النَّاس، غير متشدّد أو متنطع، معطياً كلَّ موقف ما يناسبه من تصرّف.
  • العلم، بأن يكون الإنسان عالماً بما عليه المحيط من حوله من عادات ومفاهيم وقيم؛ ليحسن التصرّف على ضوئها، مع احتفاظه بالثوابت والقيم الرفيعة والعادات الأصيلة، وكذلك بأن يكون عالماً بحقائق بعض الأشياء والمفاهيم ليحسن التصرّف نحوها.
  • الأخلاق والقيم، بأن يكون ميزان التعامل مع النَّاس هو الأخلاق والقيم والمبادئ، فهو الأقوى أثراً وأعظم نفعاً، بخلاف التعامل القائم على أساس المصالح الضيِّقة، فإنَّه ينتهي بانتهاء هذه المصالح.
  • قوَّة الشخصيَّة، وقوَّة الشخصيَّة هي نتاج خليط من الصفات، كلباقة الحديث، وقوَّة الحجّة، وعذوبة المنطق، وحسن المظهر وجماله فكلّها عناصر داعمة لصاحبها في حسن تأثيره على من حوله.
  • الحرص على النَّاس والسعي لخدمتهم.
  • المشاركة في المناسبات الاجتماعيَّة المتنوّعة والمتعدّدة، سواء في الأفراح أو الأحزان، فهذه تضفي على صاحبها هالة من القبول وجاذبية له في المحيط من حوله، ممَّا يسهل عليه التأثير الإيجابيّ فيمن حوله.
  • الامتناع عن الكلام القاسي والجارح.
  • التحلّي بخلق الصبر مع الآخرين.
  • احترام القيمة الذاتيّة والشخصيَّة للإنسان وفصلها عن سلوكه.
  • المساعدة الخفيَّة للناس.
  • المحافظة على العهود والوعود مع النّاس.
  • معاملة النّاس بالحبِّ والود.
  • حسن الإصغاء للنّاس أثناء الحديث، وإظهار صدق المشاعر نحوهم.
  • حسن الظنِّ بالنّاس، وأخذ الأمور بإيجابية.
  • الجرأة والشجاعة في الاعتذار عن الخطأ متى وقع.
  • عدم مقابلة الجدل بالجدل.

أثر العلاقات الإيجابيَّة مع الآخرين

هذا، ويترتب على علاقة الإنسان الإيجابيَّة بالمحيط من حوله آثار إيجابيَّة عديدة، منها:

  • طمأنينة الفرد وشعوره بالسعادة.
  • تماسك المجتمع وانتشار المحبة بين أبنائهم، ولا سيَّما متى تميّز كل أفراده أو معظمهم بصفة التأثير الإيجابيّ فيمن حولهم.
  • ازدهار المجتمع وتقدمه بهذه الصفات العظيمة التي تعمُّ أبناءه.
إنَّ التربية العظيمة هي التي تقوم على غرس الصفات الإيجابيَّة في نفوس الأفراد، وإكسابهم صفات التأثير الإيجابيّ فيمن حولهم، وكذلك التأثير الإيجابيّ بمن حولهم، فالإنسان الواعي منتج معطاء، ليس في عالم المادّة فحسب، وإنّما في عالم القيم أيضاً.

المقالات المتعلقة بكيف تكون مؤثراً في محيطك